الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 أغسطس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الانفصال
وكان كلام الرب له (لإيليا) قائلاً: انطلق من هنا واتجه نحو المشرق، واختبئ عند نهر كريث الذي هو مقابل الأردن ( 1مل 17: 2 ، 3)
لقد كانت دعوة الله لإيليا هي لمجد الله ولصالح النبي إذ كانت دعوة للانفصال. لأن أخآب كان عاصيًا وكذلك كانت زوجته وثنية، فانتشرت الأوثان في كل مكان، وأُهين الله عَلنًا، فلم يكن لرجل الله شفقة ولا شركة في هذه الحالة المُرعبة، بل كان الانفصال عن الشر «وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم» ( يع 1: 27 ) أمرًا حتميًا، ليس فقط الانفصال عن الشرور الأدبية «لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المُثمرة» ( أف 5: 11 ). بل عن الفساد الديني أيضًا. علينا أن نعطي ظهورنا لكل ما يهين الله.

لكن إلى أين يذهب إيليا الذي كان واقفًا أمام الله؟ إنه لم يُترك لاختياره واستحسانه، بل إلى المكان الذي اختاره له الله ـ خارج المحلة ليكون شاهدًا ضد بني إسرائيل دون اشتراك معهم في أفعالهم. لقد اتجه إلى المشرق من حيث يشرق نور الصباح لأن «مَن يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة» ( يو 8: 12 ).

وبالرغم من أن الأردن يرمز إلى الموت، لكن يا لها من رسالة رجاء وتعزية تلك التي حملها لمَن سار الرب معهم! أ لم يُظهر الله قوته هناك لصالح شعبه في أيام يشوع؟ أ لم يكن الأردن شاهدًا على قدرته المعجزية عندما ترك إسرائيل البرية وراءه؟ هناك أمر «الله الحي» ( يش 3: 10 ) المياه أن «تقف ندًا واحدًا» ( يش 3: 13 ) حين كان «جميع إسرائيل عابرون على اليابسة» ( يش 3: 17 ). كل هذا بلا شك كان يَشغَل فكر إيليا التشبي عندما أمره الرب أن يذهب إلى هذا المكان. فطالما كان إيمانه عاملاً، كان قلبه في سلام تام، عالمًا أن الله صانع المعجزات لن يخيب في أمره.

إن كل خادم تنازل الرب واستخدمه، لا بد وأن يمر بتجربة نهر كريث ليتهيأ لنصر الكرمل، وهذا مبدأ لا يتغير في طرق الله. لقد قاسى يوسف آلام البئر والسجن قبل أن يكون حاكمًا على كل أرض مصر، وثانيًا بعد الملك، كما قضى موسى ثلث حياته الطويلة على هامش الصحراء قبل أن يشرِّفه الرب بقيادة شعبه خارج بيت العبودية، وكان على داود أن يتعلم الاكتفاء بقوة الله في المراعي قبل أن يذهب إلى جليات ليقتله أمام الجيوش الإسرائيلية والفلسطينية المجتمعة. وهكذا كان الخادم الكامل ربنا يسوع في عُزلة وصمت قبل خدمته العَلَنية المختصرة، كما حدث مع رئيس سفرائه بولس قبل أن يصير رسولاً للأمم.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net