الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 أغسطس 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تخشى من خوف الليل
لا تخشى من خوفِ الليل، ولا من سهمٍ يطيرُ في النهار، ولا من وباءٍ يسلُك في الدُجى... ( مز 91: 5 ، 6)
«لا تخشى من خوف الليل».. ما هو هذا الخوف؟ قد يكون رائحة نار تشب، أو وقع أقدام لصوص تدب، أو أشباح شر مُقبلة، أو صرخة ألم من مرض مفاجئ، أو قبضة الموت تتسلل نحو شقيق أو صديق. لأننا نعيش في عالم يعمل فيه الموت، والحزن معروف ومألوف في ربوعه. ونحن لا نستغرب البلوى، سواء حلَّت في هزع الليل أو في وضح النهار. وهذا كله يجب أن لا نخشاه. لأنه مهما كان خوف الليل فإن الوعد للمؤمن أن لا يخشى.

ولماذا نخشى؟ أ ليس الله أبانا؟ أ ليس الله معنا؟ نعم ويبقى معنا كل ساعات الشدة، هو الساهر المُحب والبصير القدير. هو حارس لا ينام، وصديق صدوق إلى المنتهى. لا يقع شيء إلا بإذنه، وأبواب الجحيم يمسك هو بمصاريعها، والظلمة لا تظلم لديه. وقد وعد صادقًا أنه يكون سور نار حول المؤمنين به، ومَن ذا الذي يجرؤ على أن يخترق مثل هذا السور؟

من شأن غير المؤمنين ومن شيمتهم أن يخافوا لأن الله من فوق غاضبٌ عليهم، وفي داخلهم ضمير مُستذنب، وجهنم من تحتهم فاتحة فاها في انتظارهم. أما نحن الذين نضع ثقتنا في الرب يسوع المسيح، فقد تحررنا من هذه كلها بمقتضى رحمته الكثيرة. فإذا نحن سمحنا للخوف أو للقلق أن يتسرب إلينا، فإننا بذلك نهين إيماننا، ونقود الآخرين إلى الشك في صحة اعترافنا المسيحي، ونُحزن الروح القدس بعدم ثقتنا. وقد تكون المخاوف كلها أشباحًا خيالية لا وجود لها. فلتسقط إذًا كل هذه المخاوف؛ حقيقية كانت أم خيالية، لأن صفة واحدة من صفات الله أبينا لن تغيب أو يبطل عملها. لقد تعامل معنا بالنعمة ويظل مُنعمًا على الدوام ولن يغلق أحشاءه من نحونا. وقد تلفنا غمامة سوداء، ومع ذلك فإن الله لا يتغير ولا تحجبنا عنه سُحب. وأبناء النور قد يمرون في خنادق مُظلمة ولكنهم غير مطروحين. بل إن فرصة تمجيد الله بالثقة فيه هي فرصة التجربة والشدة، أما غير المؤمنين والمراؤون فليس لهم مثل هذه الفرص.

مَن يعيشُ بسِتر القديرْ ساكنًا تحتَ ظلِّ حِماهْ
فله الربُّ عونٌ نصيرْ وإلهٌ وحصنٌ وجاهْ
لا يُصابُ بأي ضررْ مِن مُصابٍ أتى أو دَمارْ
أو وباءٍ يُصيب البَشَرْ حِصنُهُ الربُّ ليلَ نهارْ

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net