الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 13 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يجب أن يملك
لأنه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه ( 1كو 15: 25 )
إن قصد الله هو أن يُخضع جميع ممالك الأرض لسلطان الرب يسوع، لا باعتبار مركزه كالله، بل باعتبار حقه كإنسان (مز8؛ عب2: 5- 8)، على أن يتسلمها من يد الله، وذلك عن طريق عمل الصليب. فإن هذا العالم قد دمره إبليس ـ رئيس هذا العالم ـ ولوَّثته الخطية، ولا بد من الفداء قبل أن يأخذ الرب المُلك الذي له على الجميع، ليس عن طريق السجود للشيطان ( مت 4: 9 ؛ لو4: 5)، بل عن طريق الطاعة للآب، الطاعة حتى الموت، موت الصليب. نعم، سيكون له العرش والمُلك من الآب، بعد أن كان له الصليب والعار من الناس.

في تجربة المسيح في البرية، أراه الشيطان في لحظة ممالك العالم ومجدها ( لو 4: 5 )، وعرض عليه أن يُملِّكه عليها إذا سجد له، ولكن المسيح لم يشأ أن يقبله منه بتة، فلقد وُعِدَ به من الآب ( مز 2: 7 - 9)، وسيمتلكه في الوقت المعيَّن ( رؤ 11: 15 )، لأنه كابن الإنسان، آدم الأخير، سيرث كل شيء (مز8؛ عب2: 5- 8)، ولكنه سيمتلكه بالحق، جزاءً له من الله على طاعته الكاملة، حتى الموت، موت الصليب ( في 2: 5 - 11)، ولم يخطر على باله، ولو إلى لحظة واحدة، أن يلبس إكليل المجد، بدون أن يلبس أولاً إكليل الشوك.

لقد رآه الناس مرة كأنه واحد منهم، وتطاولوا عليه وأوثقوه وساقوه، ثم صلبوه. ومع أن موته على الصليب كان طريق ظفره بكل الأعداء، فقد توهمه الناس وهو على الصليب أضعف من أن يخلِّص نفسه، فقالوا متهكمين: «خلَّص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها!» ( مت 27: 42 ). وصَمَت ”ربي وإلهي“، وكان لسان حاله: «وأما أنا فكأصم لا أسمع. وكأبكم لا يفتح فاه. وأكون مثل إنسان لا يسمع. وليس في فمه حُجة» ( مز 38: 13 ).

ومات «رئيس الحياة» ودُفن وتوارى عن الأنظار. وبعد ذلك توالت الأجيال، وقال فيه كل جيل كلمته. ولا زالت الأجيال تتحدث عنه وتقول فيه ما تشاء. أما هو فقد وصل إلى المجد بعد أن قام بتنفيذ مشورات الله على الوجه الأكمل. والدليل على ذلك ما قاله الله له: «اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك» ( مز 110: 1 ). إنه يسكت الآن مُستترًا في الله حتى يحين وقت مجيئه ليملك بقوة ومجد كثير ( مت 24: 30 )، ولا بد من ظهوره ومُلكه ليتضح للجميع حقيقة أمره «لأنه يجب (أو لا بد) أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه» ( 1كو 15: 25 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net