الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 20 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفى بكلمة
قال له يسوع: قُم. احمل سريرك وامشِ. فحالاً بَرِئ الإنسان وحَمَل سريره ومشى ( يو 5: 9 )
كان المسيح أحيانًا يشفي بكلمة، مجرد كلمة يقولها، وكانت كلمته تحمل معها السلطان، فيهرب المرض من المريض الذي أمامه. فهو مثلاً قال للمفلوج الذي قُدِّم إليه يحمله أربعة: «قُم واحمل سريرك، واذهب إلى بيتك! فقام للوقت، وحمل السرير، وخرج قدام الكل» ( مر 2: 11 ، 12). ولمريض بركة بيت حسدا الذي ظل مُقعدًا لمدة ثماني وثلاثين سنة، يرجو الحصول على الشفاء عن طريق نزوله في البِركة متى تحرك الماء، كلمة واحدة من فم المسيح جعلت ذلك الرجل صاحب أقدم مرض، يحمل سريره ويمشي ( يو 5: 5 - 9). ولحماة بطرس نقرأ أنه انتهر الحُمى فتركتها، بل نقرأ أنها في الحال قامت وصارت تخدمهم ( لو 4: 38 ، 39). ومع الرجل ذي اليد اليابسة قال المسيح له: «مُدّ يدك» فعادت صحيحة كالأخرى ( مت 12: 13 ).

في هذا يقف المسيح موقفًا فريدًا عن كل رجال الله والأنبياء، ففي العهد القديم نقرأ عن ملك يبَّس الله يده، ردعًا له عن شره، هو الملك يربعام، الذي مدّ يده ليمسك رجل الله الذي تنبأ ضده في ذلك اليوم. لقد يبست يده في الحال، ولم يستطع أن يردها. ولما تضرع رجل الله إلى وجه الرب من أجل الملك، رجعت يد الملك إليه، وكانت كما في الأول (1مل13). أما الرب يسوع فعندما شفى الرجل ذا اليد اليابسة، لم يكن محتاجًا إلى أن يتضرع إلى وجه الرب، لأنه هو الرب! ففرق كبير بين «رجل الله» الذي يعمل معجزة، وبين الله نفسه الذي تنازل وقَبِلَ أن يصير رجلاً. وأما بالنسبة للحُمى التي شفى حماة بطرس منها، فمعروف اليوم أن العلاج من الحُمى، برغم تقدم الطب الهائل، يستمر لأيام كثيرة، فيها تبدأ الحُمى في الاختفاء بالتدريج تاركة المريض مُنهكًا. أما المسيح فلا يلزمه سوى أن يأمر، فتهرب الحُمى هروبًا من أمام وجهه! قال النبي عن الرب: «قدامه ذهب الوبأ، وعند رجليه خرجت الحُمى!» ( حب 3: 5 ).

وبالنسبة لمريض بركة بيت حسدا، فنحن نتذكر ما عمل الله في الخليقة الأولى، عندما «قال الله ليكن نور، فكان نورٌ» ( تك 1: 3 ). ويقول المرنم: «قال فكان، أمر فصار» ( مز 33: 9 ). هكذا المسيح هنا، كلمة واحدة حملت معها القوة للمريض، فقام طاعةً لكلمات المسيح ( يو 5: 8 ، 9). إنه الرب الذي قال عنه المرنم: «أرسل كلمته فشفاهم!» ( مز 107: 20 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net