الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحرية
في المسيحفخرج الميت ويداه ورجلاه مربوطات بأقمطة، ووجهه ملفوف بمنديل. فقال لهم يسوع: حلُّوه ودعوه يذهب
( يو 11: 44 )

ما أشبه الأقمطة التي كانت تربط رجلي لعازر بقيود محبة العالم ومحبة المال ومحبة الذات، وكم هي قيود شديدة تمنع المؤمن من أن يسعى نحو الغرض وأن يجاهد جهاد الإيمان، بل أن يركض في الجهاد الموضوع أمامه. فقد ترى مؤمنًا يتكلم عن وجوب السعي بخطوات واسعة إلى الأمام، بل بوجوب الركض نحو الجعالة، وقد يُظهر لك أشواقًا في هذا الصَدَدَ، ولكنك لا ترى أثرًا لأقواله أو أشواقه في حياته، فيأخذك العَجَب. ولكن لا تعجب فإذا أردت أن تعرف السبب فانظر إلى رجليه تجدها، ويا لشدة الأسف، مُكبَّلة بقيود شديدة. ولكن لا تعذره لأنه تحرر مرة فعاد إلى العبودية ولم يثبت في الحرية التي حرره المسيح بها.

وما أشبه الأقمطة التي كانت تربط يدي لعازر بقيود العوائد العالمية والأوضاع البشرية والعُرف الجاري. فبينما يعلمنا ربنا يسوع وجوب العيشة بالبساطة وإنكار الذات ويريد أن يدربنا على عيشة الاكتفاء والاختفاء، ويقول لنا في كل حين: «لا تُشاكلوا هذا الدهر، بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم، لتختبروا ما هي إرادة الله: الصالحة المرضية الكاملة» ( رو 12: 2 )، إذا بنا نريد أن نندفع في تيار هذا العالم أو نستسلم له فيجرفنا في تياره إلى أقصى حد من المظاهر والرونق والأبهة والمودات والأنظمة والرسميات. وعندما نُسأل نعتذر بالقول إن العوائد تقضي بهذا أو أن عُرف البلد جرى على هذا، وأننا إن لم نفعل كذلك ينتقدنا الناس أو ينظرون إلينا بعين الاستخفاف، وقد نسينا القول: «ينبغي أن يُطاع الله أكثر من الناس» ( أع 5: 29 ). ويكفي أن يكون الرب هو الذي قال فنحني رؤوسنا إطاعةً لأمره لأننا يجب أن نضحي إرضاء الناس في سبيل إرضاء الله إن تعارضت الإرادتان، لأنه علاوة على أننا لا نستطيع أن نُرضي الناس مهما فعلنا، وعلى فرض المستحيل أننا أرضيناهم، فلا فائدة من وراء إرضائهم، وعلاوة على أن الله أعظم من الناس بما لا يُقاس، وله علينا حق الطاعة والخضوع، إذ خلقنا واشترانا وتبنانا، فإن في إرضائه كل الخير والهناء لنا، ويكفينا أن نرفع وجوهنا إلى فوق فنرى الله مبتسمًا في وجوهنا حتى تمتلئ قلوبنا فرحًا وسرورًا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net