الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ألبَسَني ثياب الخلاص
فَرَحًا أفرحُ بالرب. تبتهج نفسي بإلهي، لأنه قد ألبسني ثياب الخلاص. كساني رداء البر .. ( إش 61: 10 )
عرف الإنسان بعد سقوطه أنه مُعرَّى، أما قبل ذلك فلم يكن عنده ضمير يميِّز بين الخير والشر. فعند كسر الوصية المقدسة خجل من عريه ولم يجرؤ على الظهور أمام الله. لقد اختبأ من أمام ذاك الذي غمره بالعطايا والبركات. كانت سعادة الإنسان كاملة قبل السقوط، لقد فرح ونَعِم في محضر الله وصلاحه، ثم ظن أن يصل إلى سعادة أوفر، فأكل من الثمر المُحرَّم، لكنه وصل إلى أعماق السقوط. نعم، لم يحصل آدم على معرفة الخير والشر إلا بعد أن صار هو نفسه عبدًا للشر. فماذا أفادته تلك المعرفة بينما هو لا يستطيع أن يفعل الصالح بل شعر أنه مبيع تحت الخطية؟

إذًا كيف يتقدم الإنسان، والحالة هذه، إلى محضر الله الكُلي القداسة؟ لقد حاول أن يستر عريه بأوراق التين مؤمّلاً بذلك أن يُقبَل من جديد أمام الله، ولكن تلك الأوراق لم تستطع أن تستر الخطية ولا أن تعتقه هو! وفقط عندما ألبسه الله أقمصة من جلد، بثقة الإيمان، استطاع الإنسان أن يقف أمام الله.

هكذا يفعل كثيرون من الناس، فهم يعملون الأعمال الصالحة ويفعلون الخير بالقريب، ويتممون واجباتهم الدينية راجين من وراء ذلك أن يصيروا مقبولين لدى الله. ولكن النفس لا يمكن أن تصل إلى راحة إلا عندما تلبس ثياب البر الإلهي. وبهذا البر وحده تستطيع النفس أن تقف أمام الله وتتمتع بحبه وبالشركة معه.

ولكن لكي يقدر الله أن يستر عورة الإنسان الساقط بأقمصة الجلد ـ التي هي رمز للبر الإلهي ـ كان لا بد للموت أن يتوسط في ذلك، إذ هيأ الله لابنه الحبيب جسدًا، كي ينزل من السماء ويموت على الصليب، ويصير كفارة لخطايانا. لقد ضُرب من الله لنخلُص نحن. لقد «جَعَل الذي لم يعرف خطية، خطيةً لأجلنا، لنصير نحن بر الله فيه» ( 2كو 5: 21 ).

فالإنسان من القديم يسعى ليكسو نفسه بالأعمال الصالحة وعمل الفرائض الدينية طلبًا للبر، ولكنه لا يزال عاريًا أمام الله ولا ينتظره سوى دينونة عادلة. والويل لمَن يظهر أمام الله مُجردًا من «رداء البر» ( إش 61: 11 ؛ مت22: 11- 13). وعلى العكس، يا لغبطة ويا لسعادة أولئك الذين لبسوا ثياب الخلاص واكتسوا برداء البر الإلهي!

هنري أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net