الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 سبتمبر 2009 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ما معنى أن نأكل جسد ابن الإنسان؟
...إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمهُ، فليس لكم حياة فيكم. مَن يأكل جسدي ويشرب دمي فله حياة أبدية، وأنا أُقيمه في اليوم الأخير ( يو 6: 53 ، 54)
في هاتين الآيتين، اللتين في صدر المقالة، نجد ثُنائيتين جديرتين بالانتباه:

الأولى أن الآية 53 تحدثنا عن الحق سلبيًا، والآية54 تحدثنا عنه إيجابيًا. وهو أسلوب شائع في كتابات الرسول يوحنا، سواء في الإنجيل أو الرسالة. فالرسول لا يكتفي بتقرير الحق بصيغة إيجابية، ولا يكتفي بوضعه في صيغة سلبية، بل يضع الأمران معًا (قارن يو1: 3؛ 3: 17؛ 3: 18؛ 3: 36؛ 5: 23؛ 1يو1: 6، 7؛ 2: 10، 11؛ 2: 23؛ 3: 7، 8 ..).

على أن الأمر الثاني وهو ما نريد أن نركّز عليه، هو أن الكلمة المُستخدمة عن الأكل في الآيتين ليست كلمة واحدة، ففي الآية الأولى، الكلمة هي ”فاجيين“، بينما في الآية الثانية، الكلمة هي ”تروجون“، والأهم من ذلك أيضًا أن زمن الفعل في الكلمتين مختلف. في الآية الأولى الفعل عمل يُعمل مرة واحدة، بينما في الآية الثانية الفعل مستمر.

هذا معناه أن هناك أكل من المسيح مرة واحدة وإلى الأبد، يليه أكل مستمر منه. والمعنى الذي نفهمه من ذلك، أن مَن يأكل جسد ابن الإنسان ويشرب دمه، أو بكلمات أخرى أن مَن يقبل بالإيمان حقيقة موت المسيح لأجله، تصير له كل نتائج موت المسيح العظيمة. من ثمَّ فإن هذا الشخص لا يكون محتاجًا أن يقبل المسيح مرةً ثانية، لأن المسيح لن يتركه، ولكن عليه بعد أن قَبِل المسيح مرة وإلى الأبد، أن يتغذى عليه في شركته معه يوميًا.

وهي علامة مؤكدة على امتلاك الحياة الأبدية والروحية: هل لدى الشخص شهية حقيقية للمسيح؟ وهل يجد هذا الشخص سروره في المسيح؟ فإذا كانت نفسك لا تجوع إليه، وإن كان قلبك لا يحِّن إليه، وإن كنت تستثقل الشركة معه، والوجود في محضره، فهذا دليل خطير يبين أنك لم تَنَل الحياة الأبدية.

والخُلاصة أن ما يقصده الرب في هذه الأقوال عن جسده ودمه، هو شخصه مُقدمًا ذبيحة على الصليب، وما يقصده من الأكل والشرب منهما، هو عمل الإيمان الذي به تتوحد النفس في كل بركات الفداء. أو بكلمات أكثر وضوحًا؛ الأكل من جسد ابن الإنسان والشرب من دمه تعني الإيمان أن المسيح ظهر في الجسد، وأنه صار جسدًا بكل معنى الكلمة، وأنه قدَّم حياته الفريدة القدوسة فوق الصليب، مبذولاً لأجل الخطاة.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net