الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 11 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوم البشارة
لسنا عاملين حسنًا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون، فإن انتظرنا ... يصادفنا شرّ فهلمُّ الآن ندخل ونُخبر ( 2مل 7: 9 )
دخل البُرص إلى المحلة وتجولوا فيها إلى آخرها، ودخلوا خيمة واحدة فأكلوا وشربوا وحملوا ذهبًا وفضة وثيابًا ومضوا وطمروها، وهكذا يدخل الخطاة إلى دائرة النعمة ويجوبون فيها، ويصلون إلى آخر درجة من أفراحها وتعزياتها، فيدخلون في أية خيمة من خيامها، وأي اجتماع من اجتماعاتها، ويجدون طعامًا وشبعًا، ولكنهم للأسف الشديد بعد أن يشبعوا ويمتلئوا، ينسون أن هناك جياعًا وعطاشًا غيرهم.

وإذ تفتر حالتهم الروحية يبدأون في الانشغال بجمع المال من الفضة والذهب والثياب، ويا ليتهم يجمعون ليحسنوا به أو ليوزعوه في بيوتهم، وإذ هم يبدأون في الجمع يزدادون شغفًا به، فلا يكتفون بأن يدخلوا خيمة واحدة أو يشتغلوا بعملٍ واحد، ولكنهم يدخلون إلى خيام أخرى، ويرتبكون بأعمال عديدة، لكي يزداد ربحهم ويعظم كسبهم من الفضة والذهب. وحقًا قال الرب يسوع: «كل مَنْ يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» ( يو 4: 13 )، وليس شيء يستطيع أن يُغني النفس إلا القناعة، لأنها مع التقوى تجارة عظيمة.

أخذ البُرص يحملون ذهبًا وفضة ويطمرونها، ولكنهم وجدوا بعد تكرار العملية أن هذا الجمع والتكويم لا يُلِذ ولا يُشبع، حينئذٍ تنبهوا وشعروا أن مهمتهم لا يمكن أن تكون هذه، وأن الغرض لا ينحصر في هذا، وأن هناك فراغًا يجب أن يُملأ، وواجبًا يجب أن يُؤدى. فعاد كل واحد منهم إلى رُشده، وأخذوا يقولون بعضهم لبعض: «لسنا عاملين حسنًا». هل وجدنا في المادة سعادة، أو في المال شبعًا؟ ألاَ نشعر بفراغ في النفس ينذرنا بأن هناك شيئًا أعظم وغرضًا أسمى يجب أن نسعى إليه؟ فلنسعَ لا للغنى، ولكن كسفراء عن المسيح قائلين للناس تصالحوا مع الله. لنسعَ وشعارنا قول الكتاب: «أما أنتم فجنسٌ مُختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب» ( 1بط 2: 9 ).

لنسعَ ونحن ننادي بكم صنع بنا الرب ورحمنا، لنسعَ صارخين في الناس: هلموا انظروا إنسانًا قال لنا كل ما فعلنا، أَ ليس هذا هو المسيح؟ ( يو 4: 29 ).

أيها القرّاء الأعزاء .. اسمحوا لي أن أقول: «لسنا عاملين حسنًا. هذا اليوم هو يوم بشارة ونحن ساكتون». أجَلْ إن هذا الوقت أوان البُشرى وإذاعة البشارة، فهي فرصة مقدمة للمبشِّرين وللمبشَّرين.

أزوالد سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net