الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 22 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نعمة الله ونذر يعقوب
ونذرَ يعقوب نذرًا قائلاً: إن كان الله معي، وحفظني ... وأعطاني خبزًا ... وثيابًا ... ورجعت بسلام ... يكون الرب لي إلهًا ( تك 28: 20 ، 21)
رغم الإعلانات الثمينة التي نطق بها الرب ليعقوب ( تك 28: 13 - 15)، لكننا نجد يعقوب هو يعقوب. ويجب أن نعرف أنه لا توجد نقلة فجائية أو قفزات في حياة المؤمن، وإنما نمو تدريجي يستمر مع الأيام.

لم يستَفِد يعقوب من مواعيد النعمة غير المشروطة التي أكدها له الرب، وأدخل نفسه طرفًا في القصة، وبدأ يشترط على الله. فالإنسان يرفض النعمة المجانية ويميل إلى مبدأ الأعمال، ولا يقتنع بعجزه وفشله وعدم استحقاقه. وهذا ما حدث في المسيحية التي تحولت عن إنجيل نعمة الله إلى مبدأ الناموس والأعمال والاستحقاق.

وفي نذر يعقوب نرى تفاهة وضحالة تفكير الإنسان، ونرى أنه بطيء الفهم والإيمان بما تكلم به الرب. فبعد أن قال له الرب: «وها أنا معك (وليس سأكون معك)، وأحفظك حيثما تذهب ....»، نجده يقول: «إن كان الله معي، وحفظني في هذا الطريق ...». وبينما كان الرب يفكِّر بالخير الكثير ليعقوب ويحدِّثه عن الميراث الواسع، والنسل الكثير، وأن منه سيأتي المسيح، كانت أقصى أماني يعقوب أن يعطيه الرب خبزًا ليأكل وثيابًا ليلبس، ويُرجعه بسلام إلى بيت أبيه.

كان الابن الضال في الكورة البعيدة يفكِّر في الأَجرى الذين يفضل عنهم الخبز في بيت أبيه، وهو يهلك جوعًا، بينما كان الأب يفكِّر له في الحُلَّة الأولى والخاتم والحذاء والعجل المُسمَّن. فيا لسمو أفكار الله من نحو الإنسان المسكين! ويا لتفاهة تقكير الإنسان!

لقد قال الرب يسوع لتلاميذه: «لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، ولا للجسد بما تلبَسون. الحياة أفضل من الطعام، والجسد أفضل من اللباس» ( لو 12: 22 ، 23). والذي أعطى الحياة سيعطي قوت الحياة، والذي أعطى الجسد سيعطي ما يكسو هذا الجسد. والذي يكسو الزهور ويُحيي الطيور، كيف ينسانا؟!

«إن كان ... يكون الرب لي إلهًا». ويا للعجب! وحتى يتحقق كل هذا، مَنْ هو إلهك؟ وهل عندك بديل أفضل من الرب تتخذه إلهك يا يعقوب؟!

«وكل ما تعطيني فإني أُعشِّره لك». لقد نَذَر ووعد بذلك، لكنه لم ينفذ ونسيَ هذه الوعود. الله التزم بكل ما قاله، لكن يعقوب لم يلتزم بشيء مما قال. ولكن هل ندم الرب وغضب على يعقوب؟ كلا. إنه إله كل نعمة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net