الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نظرة ولمسة وكلمة وقلب خافق
فلما رآها تحنن عليها، وقال لها: لا تبكي ( لو 7: 3 )
إنه البشير لوقا، ذلك القصصي البارع مسوُقًا مِن الروح القدس، يُبرز لنا الجانب الإنساني لربنا يسوع في لوقا4، 5، 6، 7 فيُرينا على التوالي: نظرته لحماة سمعان، ولمسته للأبرص، وكلمته لذي اليد اليابسة، وقلبه الخافق لأرملة نايين.

(1) نظرته. في شفاء حماة سمعان لا نجد هذا القول «وقف فوقها» إلا في بشارة لوقا. اقرأ متى8: 14، 15؛ مرقس1: 29، 30. فإن هذا التعبير يُرينا الكمال الإنساني لربنا يسوع. فقد أطل عليها بتلك النظرة التي ترثي لحالتها الصحية، فالرب لا يتجاهل أبدًا ما نحن عليه من عِلل وأمراض، بل يُرينا نظرة الشفقة في عينيه. يا مَن في سرير أوجاعك ومُعاناتك سيصل الرب إليك بنظرة الرثاء والشفقة.

(2) لمسته. إن تلك اللمسة أراد بها الرب، لا أن تصل فقط إلى جسد الرجل لتُبرئه، بل لتصل إلى أعماق نفسية الرجل الممزقة ليرممها. تلك النفسية التي مزقها الشعور بالوحدة والحرمان، وأكثر ما يحتاج إليه الإنسان في هذه الحالة هو شخص يقترب إليه عبر لمسات المودّة والصداقة والشركة، وقد فعل يسوع ذلك.

(3) كلمته. إنه شعور جميل أن يجد هذا الرجل إنسانًا يهتم بحالته ”كمُعاق“، تلك الفئة التي همشتها ثقافة المجتمع في ذلك الوقت. ولكن الرب بعد أن أسكت أصحاب النوايا الشريرة، أطلق كلمة سلطانه «مُدّ يدك» فمدها، فعادت صحيحة كالأخرى. فمن الناحية العملية قد تكون قوتنا على العمل والإنتاج لفائدة الآخرين قد أصابها الضعف، وأصبحت يميننا عاطلة. إلا أن الرب يريد تحريكنا ومنْحنا القوة، وذلك يتطلب أن نتجاوب بالإيمان مع تشجيعاته، وعندئذٍ يُعيدنا إلى العمل بطاقات روحية جديدة.

4- قلبه الخافق. عندما رأى الرب هذا الموكب الجنائزي، اضطرب وتحرك قلبه نحو امرأة تبكي الآمال الضائعة والرجاء الخائب في وحيدها الذي مات تاركًا إياها لتواجه عاصف الحياة دون رفيق أو سنيد، فتحنن قلبه وقال لها: «لا تبكي».

أما في يومنا الحاضر، فالرب لن يُقيم موتانا، وإنما حتمًا سيصل بمواساة قلبه إلى أعماق تلك القلوب المجروحة من جَراء آلام الفراق؛ تلك القلوب التي لا تستطيع أن يصل إليها أي كائن آخر مهما كان، سوى يسوع المسيح حاملاً بلسَان العزاء لتلك النفوس الكسيرة المتوجعة ليؤازرها ويسندها.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net