الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 3 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آية المولد العذراوي
ولكن يعطيكم السيد نفسه آية: ها العذراء تحبل وتلِد ابنًا وتدعو اسمه عمانوئيل ( إش 7: 14 )
يُخطئ كثيرًا مَن يظن أن المسيح بمولده من عذراء يُشبه آدم في خلْقه. ففي الحقيقة إن الاختلاف هنا أكبر جدًا من المُشابهة. فالبعض يقول إن قدرة الله تجلَّت في خلق آدم بدون أبٍ وأمٍ، ثم في حواء التي خُلقت من أب وبدون أم، وأخيرًا في المسيح الذي وُلد من أمٍ بدون أب. لكن هذا الكلام غير صحيح بالمرة. فآدم مخلوق من الله خلقًا مباشرًا، وبالتالي فإنه ليس له أب أو أم. وبالنسبة لحواء فآدم لم يكن أبًا لها بل زوجها. والله لما خلق حواء من ضلعة أخذها من آدم، كان غرضه من ذلك توضيح نظرة الله المقدسة للزواج، وأنهما في نظر الله جسد واحد. لكن لا آدم ولا حواء وُلد، بل الله خلقهما «خلق الله الإنسان ... ذكرًا وأُنثى خلقهم» ( تك 1: 27 ).

لكن بعد حادثة خلق آدم وحواء، فإن الله جعل طريقة الدخول إلى العالم هي طريقة واحدة، لا يمكن أن يحدث دخول إلى العالم بغيرها، وهي تزاوج رجل بامرأة. واستمر هذا الأمر آلافًا من السنين، فيها وُلد ملايين وبلايين البشر بهذه الطريقة الوحيدة. إلى أن جاء المسيح، فوُلد، ولكنه وُلد بطريقة مختلفة تمامًا عن سائر البشر. لماذا؟ ليس من سبب لذلك سوى أن المسيح مختلف عن كل البشر. ويمكن القول: إن آدم خُلق ولم يُولد، وكذلك حواء. أما المسيح فقد وُلِد ولكنه لم يُخلَق.

وآدم قبل خلقه لم يكن له وجود، ولا حواء كانت موجودة قبل خلقها، لكن المسيح كان موجودًا قبل ولادته. لقد قال ـ تبارك اسمه: «قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن» ( يو 8: 58 ).

إذًا فمسألة الميلاد العذراوي، لها أبعاد تختلف عن مجرد قدرة الله، التي نحن نؤمن بها تمامًا، بل إنها تؤكد سمو شخص المسيح. فهذا العظيم عندما دخل إلى العالم، لم يدخل بالطريق الذي دخل منه سائر البشر.

في المطارات ومحطات السكك الحديدية الكبرى، يكون هناك عادةً باب لا يُفتح إلا للملوك والعظماء دون جماهير البشر الآخرين. على أن الباب الذي دخل منه المسيح إلى العالم لم يُفتح ولا حتى للمشاهير والعظماء، ولا للرُسل أو الأنبياء، بل لشخص واحد في كل الكون، وذلك لأن المسيح ليس واحدة من زُمرة الأنبياء، بل هو يختلف اختلافًا جوهريًا وجذريًا عن سائر البشر، سواء في حقيقة شخصه، أو غرض مجيئه إلى العالم.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net