الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بالنعمة مُخلَّصون
لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحد ( أف 2: 8 ، 9)
”مناقشة في السماء“ .. كان هذا عنوان ملحَمة شعرية تخيَّل فيها الشاعر نفسه يقطع شوارع المدينة السماوية، فرأى جماعة من المفديين وقد احتدمت بينهم المناقشة، فاقترب ليسمع حوارهم، فإذا بهم يتحاورون فيما بينهم عمَّن منهم كان شهادة لنعمة الله المخلِّصة أكثر من غيره. وكل واحد منهم كان يسوق الأدلة على أنه الأوفر نصيبًا في نعمة الله، وأخيرًا انتهوا إلى أخذ الرأي بالأصوات، وانتهت مُحصلة التصويت إلى اثنين منهم أولهما رجل متقدم في الأيام جدًا، وثانيهما رجل كَهل، ودُعيَ الاثنان ليقدم كل منهما دليله على أنه الأوفر نصيبًا في نعمة الله. قال الأول: إن نعمة الله لا يمكن أن تكون قد عملت لأجل واحد من القديسين بمقدار ما عملت معه، لأنه كان شريرًا جدًا، كان فاسقًا سكيرًا ومُجدفًا وقاتلاً. كَذِب كثيرًا وسرق أكثر، ولكن بنعمة الله غُفرت خطاياه الكثيرة إذ اعترف بها وهو على فراش الموت، وحصل على الخلاص.

ثم دُعيَ الثاني ليقول ما عنده، فقال: إنه الأوفر نصيبًا في نعمة الله لأن الرب يسوع افتقد نفسه وخلَّصه وهو بعد صبي، ومنذ أن تعرَّف بالرب المخلِّص، سار في حياته ترعاه النعمة وتملأ طريقه بالخير وتحوطه بالرعاية.

ثم أُخذت الأصوات وكان عجيبًا أن تكون النتيجة في جانب هذا الأخير، لأن النعمة التي تحفظ إنسانًا بلا عثرة وهو في وسط فخاخ وأشواك ومعاثر وشِباك، هي بالحقيقة أعظم من نعمة تغسل آثام عربيد يقضي نحبه بعد ميلاده الجديد. إن سورًا على حافة جرف منحدر أفضل بكثير من مستشفى يُبنى في السفح. والوقاية خير من العلاج.

هذه القصة الخيالية تصوِّر مجموعة من مبادئ إنجيل نعمة الله، فهي تعرِّفنا أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله، كما تعلِّمنا أن الرجل الذي تحفظه نعمة الله في طريق البر، إنما يحتاج إلى دم يسوع المسيح الذي يُطهّر من كل خطية، تمامًا كحاجة الخاطئ الغارق في المعاصي والفجور، كلاهما يخلص بنعمة الله العجيبة.

لما وصل أحد المبشرين العِظام إلى ختام حياته قال: ”إنني ألقي إلى البحر جميع أمتعتي من أعمال صالحة ورديئة على السواء، وأنشر قلاع سفينتي لتتجه نحو المجد على حساب نعمة الله المجانية“.

هنري دربانفيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net