الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 9 يناير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ماذا نقدم؟
ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ ( مز 116: 12 )
عندما نفكر في عطية الآب المُحب لنا؛ شخص ربنا المعبود يسوع، ونفكر في بذل المسيح نفسه لأجلنا كفارةً عن خطايانا، فإننا بالحق والصدق نشعر بالعجز والتقصير عن تقديم ما يتناسب من شكر وسجود يُعبِّر عن امتنان القلب العميق لله. وحول السيد في عشاء الرب، كثيرًا ما نرنم ”يا صاحب الإحسان لقد خَلَت يدي ... ماذا لك أقدم، ماذا لك أهدي؟“ نعم إن بذل الآب ابنه الوحيد الحبيب عنا، يفوق إدراك العقول، وبذل السيد نفسه من أجلنا يتجاوز طاقة القلوب.

على أن الكتاب المقدس، وفم الرب يسوع نفسه، حوى الإجابة على هذا السؤال، ماذا نقدم: للآب والابن. ففي يوحنا4: 23 تحدَّث المسيح عما نقدمه للآب، وفي لوقا17: 17 تحدَّث عما ينتظره الابن نفسه من مفدييه. فالآب طالب ساجدين حقيقيين، يسجدون له بالروح والحق. نعم إنه لا يطلب مجرد سجود، بل أشخاصًا ساجدين، قلوبهم متعلقة بالابن حتى الفيض بعمل الروح القدس الذي فيهم، رأسيًا لأعلى، فيقدمونه للآب الذي لا يشبع ولا يُسرّ سوى بابنه الحبيب.

إن الشخص المُرتوي بعمل الروح القدس بشخص المسيح، ليس فقط لا يطيق مياه العالم الملوَّثة غير المُروية، بل يكون هو شخصيًا سبب إرواء لقلب الآب (يو4)، وسبب إرواء للآخرين أيضًا ( يو 7: 37 )، عندما يفيض فيه الروح، أفقيًا، في صورة أنهار تجري على الأرض الظمآنة لإرواء المساكين ـ وما أكثرهم من حولنا ـ إرواء بالمسيح نفسه.

والابن ينتظر الشكر والعِرفان ممن سبق وأن أحسن هو إليهم، إن سؤاله «أين التسعة؟» في قصة تطهير العشرة البُرص، يؤكد ذلك. على أنه ما أجمل صورة ذلك الشخص الذي لم يُكمل طريقة للكاهن بعد أن طهر، إذ رجع إلى الرب ليشكره. وجميعنا كنا مرضى ببرص الخطية، وقد طهَّرنا المسيح كمؤمنين، فهل قلبنا مُفعم بالشكر؟

لقد رجع ذلك الرجل وهو يمجد الله، ورجع ليجثو عند قدمي المسيح شاكرًا. ليتنا لا نُهمل هذه البركة العظمى: أن نعرفه أعمق ما يكون ( في 3: 10 ؛ 1يو2: 2)، ولا يفوتنا هذا الامتياز الثمين أن نشكره في كل حين.

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net