الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 17 أكتوبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التابوت وعبور الأردن
وكلَّم الرب يشوع قائلاً: مُر الكهنة حاملي تابوت الشهادة أن يصعدوا من الأردن ( يش 4: 15 ، 16)
في هذه الحادثة الفريدة، والتي فيها عبر التابوت أمام بني إسرائيل، نهر الأردن، نقرأ عن قول الرب ليشوع بأن يأمر الكهنة حاملي ”تابوت الشهادة“ أن يصعدوا من الأردن، وهذا يبين أن التابوت مكث في وسط نهر الأردن حتى أمر الرب يشوع بأن يُصعده (انظر يشوع4: 10، 11).

هذا عن الرمز، أما عن الحقيقة الأعظم، فهو أن الرب يسوع الذي كان التابوت رمزًا له، ظلَّ واقفًا في وسط مياه نهر ”الموت“ ـ فهكذا يشير نهر الأردن ـ مُحتملاً كل التيارات الرهيبة، فانطبق عليه القول: «غمرٌ ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولُججك طَمَت عليَّ» ( مز 42: 7 )، وأيضًا: «عليَّ استقر غضبك وبكل تياراتك ذللتني» ( مز 88: 7 ).

وبعد أن احتمل الرب يسوع الآلام كاملة، عندئذٍ فقط تم العمل، ودَوَت صيحة المسيح الرائعة: «قد أُكمل»، وبعد أن ذاق بنعمة الله الموت، أقامه الله من الأموات، وهكذا «تعيَّن (أي تبرهن) ابن الله بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» ( رو 1: 4 ). لقد أمر بإصعاده من الأردن!

فكم كان المشهد مُرعبًا ومُخيفًا جدًا أمام أعين الشعب، والتابوت يقف في منتصف النهر! فمن جانب وقفت المياه المنحدرة وقامت ندًا واحدًا، وصارت تعلو وتعلو، وإن كانت لم تستطع أن تنحرف عن مجراها الطبيعي، وكأن هناك سدًا منيعًا عظيمًا غير مرئي يحول دون ذلك، ومن الجانب الآخر انقطعت المياه تمامًا، إذ استكملت مسيرها في مجراها إلى بحر العَرَبة. فمن الناحية الواحدة كانت المياه تتزايد وتعلو، ومن الناحية الأخرى ما كانت توجد مياه على الإطلاق!! فأية حالة نتوقع أن يكون عليها الشعب لو عبر التابوت أمامهم إلى الجانب الآخر من النهر، ثم طُلب منهم أن يعبروا مثله؟! حتمًا سينتابهم كثير من الفَزَع والهَلَع. إن وجود التابوت في منتصف النهر كفيل بأن يبعث في قلوبهم الأمن والسلام والطمأنينة، بل والفرح، وصار لهم أن يُرددوا مع المرنم: «هلم انظروا أعمال الله. فِعله المُرهب نحو بني آدم. حوَّل البحر إلى يَبس وفي النهر عبروا بالرجل. هناك فرحنا به» ( مز 66: 5 ، 6)، ومن ثم يستطيعون أن يُرنموا مع داود: «إذا سرت في وادي ظل الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي» ( مز 23: 4 ).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net