الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 18 أكتوبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خطورة العثرة
ومَن أَعثَر أحد هؤلاء الصغار المؤمنين بي، فخيرٌ له أن يُعلَّق في عنُقهِ حجر الرَّحى ويُغرق في لُجة البحر ( مت 18: 6 )
غنيٌ عن البيان أن الكتاب المقدس لا يعلِّمنا مُطلقًا أن المتعثرين مُعفون من المسؤولية، ولكنه يضع مسؤولية أكبر على مَن تسببوا في العثرة. ونتعلَّم من كلمة الله أنه طالما بقيَ الشيطان رئيس هذا العالم، فسيظل العالم مملوءًا بالعثرات، وبالمعطلات التي تعطل النفوس عن الخلاص، وعن اتّباع المسيح. لكن أن يعاون أحد الشيطان في مأموريته الشريرة هذه، فهذا أمر خطير جدًا. فهذا الشخص لا يكتفي بإهلاك نفسه، لكنه يحاول أن يُهلك الآخرين، مُشاركًا الشيطان في مهمته ووظيفته. لهذا السبب قال المسيح كلامه الخطير: «لا بد أن تأتي العثرات، ولكن ويلٌ لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة!» ( مت 18: 7 ). فإذًا كم هو خطير حقًا أننا نُعثر النفوس، بدل أن نقودها إلى المسيح!

وما أكثر تحذيرات الكتاب المقدس، ولا سيما في العهد الجديد من مسألة عثرة البسطاء والضعفاء، فمثلاً يقول الرسول بولس: «لا تُهلك بطعامك ذلك الذي مات المسيح لأجله» ( رو 14: 15 )، ثم يقول: «فيجب علينا نحن الأقوياء أن نحتمل أضعاف الضعفاء، ولا نُرضي أنفسنا. فليُرضِ كل واحدٍ منَّا قريبه للخير، لأجل البُنيان. لأن المسيح أيضًا لم يُرضِ نفسه» ( رو 15: 1 - 3).

ونحن نعرف أن البشر عندهم غريزة القطيع، بمعنى تأثرهم الكبير بسلوك الآخرين (قارن تك12: 4؛ 13: 1؛ يو21: 1). لذلك أرجوك أن تفكر في مدى ونوع تأثر الآخرين بقراراتك وتصرفاتك وأقوالك. واحذر من أن تُعثر أحد أولاد الله. كن فطنًا فيما تقول لهم، وفيما تُمسك عن النُطق به. كثيرون أعثروا الضعفاء في الإيمان، ثم استعادوا وضعهم ووعيهم الروحي، ولكن أولئك الذين أعثروهم، بعضهم خرج ولم يَعُد، والأذى الذي حدث معهم لم يمكن بعد ذلك علاجه.

لنحذر إذًا مما نقوله أمام الصغار في الإيمان، أو أمام الصغار في السن. ليُعطنا الرب جميعًا حكمة خاصة في هذا الأمر. ولتحذروا أيضًا أيها الآباء الأعزاء مما تقولونه أمام أولادكم. علينا أن نعرف ما يُقال أمامهم، وما لا يُقال. فكِّر أيها الأب العزيز وأيتها الأم العزيزة، هل هذا الذي تقوله أمام أولادك سينفّرهم من المؤمنين، لئلا نقودهم نحن بأيدينا إلى الابتعاد عن الاجتماعات، أو الابتعاد عن الرب. ثم نسكب الدمع نَدمًا على ذلك حين لا ينفع الندم!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net