الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 14 ديسمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تخف! آمن فقط
جاءوا .. قائلين: ابنتك ماتت. لماذا تُتعب المعلم بعد؟ فسمع يسوع لوقتهِ الكلمة التي قيلت، فقال لرئيس المجمع: لا تخف! آمن فقط ( مر 5: 35 ، 36)
لا تخف! إنه لسامٍ وثمين حقًا هذا الكلام الذي يوجهه لنا الرب، بما يحمله من ثروة، ومن مواعيد، ومن محبة فائقة.

توجد أمور كثيرة لكل إنسان أيًا كان مركزه، تدعوه للخوف في حياته، ذلك لأنه يعيش وسط آلام ومتاعب هذا العالم، فأمامه أخطار من كل نوع، وأمراض مُتباينة تهدد حياته، ومتاعب كثيرة تقع عليه من بني جنسه، ولا مندوحة لكل شخص من أن ينال نصيبًا مما أنتجته الخطية على الأرض من آلام.

ونحن المؤمنين نقابل هذه الأمور في حياتنا مثل سائر الناس تمامًا، وقد تسبب لقلوبنا خوفًا، ولكن الرب يقول لنا: «لا تخف!»، «لا تهتموا بشيء»، ويا لها من كلمات تبعث الشجاعة في قلوب الذين يقبلونها بإيمان. إننا نجدها مكررة كثيرًا لشعب الله الأمين في ظروف مختلفة ، والرب يوجهها لنا أيضًا، نحن خاصته المفديين بدمه، المحبوبين إلى قلبه، ويريد منا أن نؤمن أن كل الأمور هي من عنده، وهو الذي يمسك بيده دواعي آلامنا وأسباب متاعبنا، ويقودنا إلى أحسن وأفضل نهاية.

ولا ريب أننا نعرف هذه الحقائق جيدًا، ولكن قلوبنا تحتاج دائمًا أن يكرر الرب لنا القول: «لا تخف!».

ويا للنبع المتدفق الذي نجده في شخص ربنا المبارك في جميع ضيقاتنا وآلامنا وأحزاننا، فهو صخر، وترس، وعون لجميع الذين لهم الثقة الكاملة فيه، وفي طيبته وصلاحه. «ما أكرم رحمتك يا الله! فبنو البشر في ظل جناحيك يحتمون» ( مز 36: 7 ). ولا شك أن الرب يعرف ما يُخيف قلوبنا، ويعرف أيضًا جِبلتنا ومَن نحن، وهو الضامن لجميع قديسيه في مختلف ظروف حياتهم.

إن محبة المسيح كفيلة بأن تطرد كل خوف وتعطي لقلوبنا الشجاعة والقوة إزاء كل صعوبات الحياة. إذًا ألا يُعتبر الخوف الذي يتسرب إلى قلب المؤمن سواء من الظروف أو من الناس، ضعفًا في الإيمان ونقصًا في الثقة بالله؟ لمّا كان التلاميذ في عَرض البحر وكان معهم السيد، صرخوا إليه: «يا معلم، يا معلم، إننا نهلك!»، فقال لهم السيد: «أين إيمانكم» ( لو 8: 24 ، 25)، وقال الرب أيضًا لرئيس المجمع الذي توسَّل إليه لكي يشفي ابنته «لا تخف! آمن فقط» ( مر 5: 36 ) وإنه ليجب أن تكون هذه الحقيقة ماثلة أمام عيوننا باستمرار. لا نخاف!! نؤمن فقط!!

ف.ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net