الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 22 ديسمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رؤيا يسوع المسيح
رأيت في نصف النهار في الطريق .. نورًا من السماء أفضل من لمعان الشمس ... من ثمَّ .. لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية ( أع 26: 13 - 19)
إن الإيمان بيسوع المسيح يستطيع أن يغيِّر الحياة مهما كان نوعها. يقول البعض ممن لا يؤمنون بإمكانية تغيير الأخلاق فجائيًا، أن التغيير الذي حدث في شاول الطرسوسي لم يكن سوى العمل الذي كان يعمل فيه تدريجيًا منذ أن حرس ملابس الشهود أثناء رجم استفانوس. ومن الغريب أنه يُخيَّل لهؤلاء أنهم يعرفون عن تاريخ اهتداء بولس أكثر مما يعرفه هو عن نفسه، لأن التغيير في نظر بولس لم يكن عملية تدريجية ولكنه كان فجائيًا، فقد ترك أورشليم مُضطهدًا قاسيًا ينفث تهددًا وقتلاً على أتباع الناصري ظنًا منه بأن يسوع ما هو سوى مجدِّف ومُضِّل، وما تلاميذه سوى حشرات سامة مؤذية يجب مُلاشتها من الوجود، ولكنه دخل دمشق تلميذًا وديعًا مطيعًا لهذا المسيح. فلم يكن تغييره إذًا عملية باطنية أخذت تهدم بالتدريج أساسات حياته الأولى، بل كان أشبه شيء بالانفجار الفجائي.

وما الذي أحدث هذا؟ ماذا حدث في طريق دمشق بينما كانت تسطع شمس منتصف النهار اللامعة؟ رؤيا يسوع المسيح، فقد غمره يقين كامل بأن نفس ذلك الشخص الذي كان يظنه مُضلاً، وأن صلبه كان عين الصواب، هو حي في المجد وها هو الآن يعلن نفسه له. هذا الحق قضى على ماضيه قضاءً مُبرمًا، جعله يقف مرتعبًا ومذهولاً كشخص يرى بعينيه انهيار بيته من أساساته. لقد أخضع نفسه للرؤيا، استسلم لها عن وعي وصحو بدون أقل معارضة. لهذا يقول: «من ثمَّ ... لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26: 19 ).

إن الرؤيا التي غيَّرت بولس هي في متناول كل شخص، ومن الخطأ أن نتصوَّر أن جوهرها كان النور المعجزي الذي سطع على عيني الرسول، إذ يتكلم عنها بنفسه بعبارات أخرى قائلاً: «سَرَّ الله .. أن يُعلن ابنه فيَّ» ( غل 1: 15 ، 16). وهذه الرؤيا الباطنية في كل كمالها وعذوبتها وقوتها مُقدمة لكل فرد. وفي الحقيقة إن عين الإيمان لا تقل في إدراكها للرؤى عن العين الطبيعية إن لم تكن تزيد ( لو 16: 31 ). والمسيح مُعلن لك كما أُعلن لبولس بالتمام، ويمكن لهذا الإعلان أن يغيِّر حياتك تغييرًا كُليًا كما غيَّر حياة شاول، ولكن الحاجة الماسة ليست إلى الإعلان فقط، بل إلى الإرادة الخاضعة التي تقبله. ليست إلى الرؤيا السماوية في ذاتها بل إطاعة الرؤيا. فيا ليتك تطيع!

ج.ر. ميلر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net