الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 13 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الصلاة الانفرادية
فدخل (أليشع) وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب ( 2مل 4: 33 )
في ملوك الأول17: 22 نرى صبيًا لأرملة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة إيليا، وفي ملوك الثاني4: 35 نرى ابنًا لامرأة قد أُعيد للحياة بواسطة خدمة أليشع. ومن هاتين الحادثتين نرى أن إيليا وأليشع يمثلان الخدمة الحية المُثمرة، بينما جيحزي يمثل الخدمة العقيمة وغير المُثمرة.

ومن المهم جدًا أن نلاحظ المكان الذي تم فيه العمل المبارك، ألا وهو عمل إقامة هذين المائتين، فلم يكن مكانًا عموميًا حيث الناس ينظرون، ولكن في كِلتا الحادثتين كان المكان غرفة أو مخدعًا خاصًا. فنقرأ في حادثة إيليا أنه «أخذه من حضنها وصعد به إلى العلِّية التي كان مُقيمًا بها، وأضجعه على سريره» ( 1مل 17: 19 )، وفي حادثة أليشع أنه «دخل وأغلق الباب على نفسيهما كليهما، وصلى إلى الرب» ( 2مل 4: 33 ). أَ ليس هذا هو الحال مع خدام الله الأمناء؟ إن مخادعهم المنعزلة هي مكان غلبتهم ونُصرتهم. إن في غلق أليشع للباب معنىً ساميًا، وإرشادًا كاملاً عن قيمة الصلاة الانفرادية.

وما أجمل أن نقارن ذلك بالقول: «وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك، وصَلِّ إلى أبيك الذي في الخفاء، فأبوك الذي يرى في الخفاء يجازيك علانيةً» ( مت 6: 6 ).

ولكن في حالة جيحزي عندما ذهب ومعه عكاز أليشع إلى غرفة الصبي، لا نقرأ أنه أغلق الباب للصلاة. وما أعظم الفرق بين موقف الرجلين ـ جيحزي وأليشع ـ إزاء الصبي الميت!! إن جيحزي ليذكِّرنا بأولئك الذين يخدمون في وقتنا الحاضر، ولكنهم يتركون لله نصيبًا من العمل هو أكثر من اللازم، فنسمع أحيانًا مَن يقول: ”يجب أن نترك هذا للرب“. صحيح إنه من الواجب جدًا أن نتكل على الله تمام الاتكال، ولكن يجب أيضًا أن لا نكلفه، بجهالة، أن يعمل كل شيء، لأنه يريد من فرط نعمته أن يجعلنا خدامًا حقيقيين له. «حلُّوه ودعوه يذهب» ( يو 11: 44 )، هذه الخدمة كان في استطاعة الأيدي البشرية أن تقوم بها للعازر، ولهذا لم يكن يسوع في حاجة إلى أن يجعل المعجزة تمتد حتى تتناول حل لفائف القبر، لا بل قد يذهب بنا الحال بعض الأحيان أن نطلب من الله أن يعمل لأجلنا ما قد أمرنا صريحًا في كلمته أن نعمله بأنفسنا، والوزنَات التي كان يجب أن تتداول فتأتي بربح كثير، تتعطل.

و.و. فراداي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net