الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجيئان
الرب قد مَلَك .. قدامه تذهب نارٌ وتحرق أعداءه حوله. أضاءت بروقه المسكونة. رأت الأرض وارتعدت. ذابت الجبال مثل الشمع قدام الرب ( مز 97: 1 - 5)
عزيزي القارئ: لقد أتى المسيح مرة من ألفي عام، وصنع بنفسه تطهيرًا لخطايانا ( عب 1: 3 )، وبناء عليه أمكن للمبشرين أن يتجهوا بالأخبار السارة لكل ربوع الأرض. فلقد أكمل المسيح العمل ( يو 19: 30 )، وكل المطلوب منك أن تأتي كما أنت، فتنال عطية الغفران والحياة الأبدية. يقول الوحي الكريم: «كل مَن يدعو باسم الرب يخلُص» ( رو 10: 13 ).

على أن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد. فسيأتي الرب عن قريب مرة ثانية. وسيكون الأمر مختلفًا تمامًا في هذا المجيء الثاني.

لقد أتى مرة متضعًا ليتألم ويموت، وسيأتي ثانيةً بقوة ومجد كثير ( مت 24: 30 ). في مجيئه الأول حمل مبذر الزرع وذهب ذهابًا بالبكاء، وفي مجيئه الثاني سيحمل حزمه ويمتلئ فمه بالترنم ( مز 126: 6 )! .. في مجيئه الأول وضع نفسه وأطاع ( في 2: 8 )، وُضِعَ قليلاً عن الملائكة ( عب 2: 9 )، وفي مجيئه الثاني سيأتي في مجده وجميع الملائكة القديسين معه ( مت 25: 31 ).

إذًا، هو سيأتي المرة الثانية في صورة مختلفة عما رأيناه عليها في المرة الأولى. فلن يأتي في ضعف بل في قوة، لا في صمت بل في هتاف، لا ليتألم بل ليملك، لا ليخلِّص بل ليدين!

نعم لا بد أن يجيء المسيح مرة ثانية كما أتى المرة الأولى. إن ذاك الذي أتى في المرة الأولى ليموت نيابة عن الخطاة الذين أحبهم، سيأتي في المرة الثانية ليدين الخطاة الذين رفضوه واحتقروه.

وأختم حديثي بسؤال: إن كان المسيح سوف يأتي، وسوف يُظهر قوته العظيمة، فما الذي منعه أن يفعل ذلك حتى الآن؟ .. الإجابة: ليس لعدم امتلاكه للقوة، بل ليعطيك فرصة للتوبة.

سوف يظهر المسيح من السماء، وسوف ينصهر هذا الكون المادي ويذوب! يعلن لنا الوحي المقدس أن يوم ظهور المسيح ستذوب الجبال مثل الشمع ( مز 97: 5 )! لكن الأخطر من ذلك أنه في ذلك اليوم سيذوب لحم الأشرار، وتذوب عيونهم في أوقابها، وسيذوب لسانهم في فمهم ( زك 14: 12 )! ساعتها لن تفيدك التوبة، سيكون الوقت قد فات. وسيمضي الرافضون وغير المؤمنين إلى عذاب أبدي «ويصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين» ( رؤ 14: 11 ). ليتك تسرع بالتوبة والإيمان، نحو ذاك الذي أتى من قمة مجده إلى الأرض ليبحث عنك، والذي مات فوق الصليب ليخلِّصك.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net