الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 6 فبراير 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ومعك لا أريد شيئًا في الأرض
مَنْ لي في السماء؟ ومعك لا أريد شيئًا في الأرض ( مز 73: 25 )
عندما قال داود لمفيبوشث: «قد قلت إنك أنت وصيبا تقسمان الحقل»، أجاب مفيبوشث على الملك قائلاً: «فليأخذ الكل أيضًا بعد أن جاء سيدي الملك بسلامٍ إلى بيته» ( 2صم 19: 29 ، 30). وكأنه يقول: ”سيمكنني الآن أن أتمتع برؤية وجه الملك وهذا ما يلذ لي، وأما صيبا فدَعه ينعَم بالحقل كما يحلو له“. ويا لها من لغة سامية وراقية! إني أتمنى أن يكون لي مثل هذه المشاعر نحو مَن هو أعظم بما لا يُقاس من داود.

لقد كانت المشكلة التي عانى منها آساف في مزمور73، هي أنه وجد نفسه محرومًا من الكثير من خيرات الزمان وبركات الأرض. لقد أراد وضع أمور الدنيا مكان الله، أو بكلمات أكثر روحانية: أن يضع عطايا الله مكان الله. لكنه الآن وقد استرد العافية الروحية، فقد وصل إلى القناعة أن الرب أفضل بما لا يُقاس من كل شيء في الأرض، أو حتى في السماء، حتى إنه قال بفرح: يكفيني شخصك، ولا أريد شيئًا معك!

ومرة أخرى أقول: ليتني أصل إلى هذه اللغة الراقية السامية: «معك لا أريد شيئًا في الأرض»! لا أريد هروبًا من المتاعب، أو حلاً للمشكلات، أو تخلصًا من المنغِّصات، كما لا أريد هنا كنزًا أو جاهًا، فآلام الزمان الحاضر لا وزن لها أمام ما ينتظرني في الأبدية ( رو 8: 18 )، وشهوات العالم زائلة، ومُتعه قصيرة العمر جدًا ( عب 11: 25 )، ولا قيمة لها أيضًا في ضوء السعادة معك. كلها وَهْم يزول، إنما أنت الحقيقة. وكل ما تحت الشمس هو آبار، آبار مُشققة، لا تضبط ماء، ولكن عندك ينبوع الحياة!

لماذا كان بولس وسيلا في السجن يصليان ويسبحان الله والمسجونون يسمعونهما؟ لأنهما كانا متمتعين بالرب. لقد أخذوا منهما أغلى ما تحت الشمس، وأغلى ما تتمتع به النفس. أخذوا منهما حريتهما، ولكن أحدًا لم يقدر أن يأخذ منهما المسيح. ولقد عبَّر القديس تورتليانوس عن هذا الأمر حسنًا عندما قال: ”الأرجل لا تشعر بوخز المقطرة، إذا كان القلب في السماء“.

ألاَ ليت هذا الاختبار السامي المجيد يكون هو اختبارنا! وليتنا مع آساف نقول: «ومعك لا أُريد شيئًا في الأرض».

مَنْ في السماءِ يا تُرَى غَيرُ إلَهي الحيْ
ومَعْهُ فَوقَ الأرضِ لا أُريدُ أصلاً شَيءْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net