الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 2 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بقيت راحة
إذًا بقيت راحة لشعب الله! ( عب 4: 9 )
يا للاختلاف بين ما ستكون عليه حالة المؤمن في السماء، وبين ما هي عليه هنا. هنا هو قد وُلد للمشقة والمُعاناة، ولكن في السماء لا يوجد تعب قط. هناك يشتاق المؤمن لأن يخدم سيده ولكنه يجد أن قدرته غير متكافئة مع غرضه، ولذا فصرخته الدائمة هي: ”أعنّي لأخدمك يا إلهي“. وإذا كان نشيطًا في الخدمة فسيكون أمامه عمل كثير، ولكن ليس أكثر مما يرغب في أن يقوم به، ولو أنه أكثر كثيرًا من قدرته، ولذلك يصرخ: ”إنني لا أتعب من العمل، ولكن أتعب فيه“. ولكن آه أيها المسيحي، إن يوم التعب الحار لن يدوم إلى الأبد، والشمس قد اقتربت من الأفق وستُشرق ثانيةً بيوم أكثر لمعانًا من أي يوم رأته عيناك على الأرض. ويومذاك ستخدم سيدك ليلاً ونهارًا، ولكنك مع ذلك سترتاح من أتعابك.

قد تجد هنا على الأرض راحة جزئية، ولكن هناك راحة كاملة. هنا لا يحصل المؤمن أبدًا على استقرار، فهو يشعر دائمًا بأنه لم يصل إلى مُبتغاه، لكن هناك سيستقر كل شيء إذ نصل إلى قمة الجبل عندما نصعد إلى حضن إلهنا، ولا يصبح هناك ما هو أعلى لنصعد إليه.

آه، أيها العامل التاعب، فقط تذكَّر ذلك الحين حينما ترتاح إلى الأبد، أ ليس هذا بكافِ لك؟ إنها راحة أبدية، راحة ”تبقى“. هنا تحمل أفضل أفراحنا كلمة ”مائتة“ مدموغة على جبينها. هنا تتعرض زهورنا الجميلة للذبول، وتتحول كؤوسنا الشهية إلى عكارة، وتسقط عصافيرنا الحلوة بسهام الموت، وتختفي أسعد أيامنا في ظلام الليالي، وتنكسر أمواج مدّ السعادة مخلِّفة جَزر الأحزان، ولكن هناك كل شيء خالد. تظل القيثارة جديدة أبدًا، ولا يلحق الصدأ بالتاج، ولا يصيب العيون كَلَل، ولا يخفت الصوت، والقلب لن يعتريه الوَهَن. ولسوف يستغرق الوجود الأبدي بالكامل في السعادة اللامُتناهية.

يا له من يوم سعيد! سعيد حقًا! حينما يُبتلع المائت من الحياة ويبدأ سبت الراحة الأبدي.

ما أبهى مكانًا أُعدَ لنا زانه جمالُ شخص ربنا
فيهِ نستريح من أتعابنا ونرى الحبيبَ مَنْ أراحنا

سبرجن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net