الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 مارس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السكوت من ذهب!
مَن يحفظ فمه ولسانه، يحفظ من الضيقات نفسه ( أم 21: 23 )
الكلام الذي نقوله يكون له عادةً تأثير رُباعي خطير:

أولاً: بالنسبة لله. فالله يسمع كل ما نقوله، والكثير مما نقوله يُتعب الرب. قال الرب لشعبه على فم ملاخي: «لقد أتعبتُم الرب بكلامكم» ( ملا 2: 17 )، بينما العكس، نقرأ في السِفر عينه كيف، عندما كلَّم مُتقو الرب كل واحدٍ قريبه، فإن الرب أصغى وسمع، وكُتب أمامه سفر تذكرة، للذين اتقوا الرب، وللمفكّرين في اسمه ( ملا 3: 16 ).

ثانيًا: بالنسبة للشيطان. الشيطان أيضًا يسمع كلماتنا، ويُسرّه أن نقول الخطأ، وعندئذٍ يُسرع لتقديم الشكوى ضدنا، فهو المشتكي علينا أمام إلهنا ( رؤ 12: 10 ). وفي هذا قال داود: «قلت: أتحفظ لسبيلي من الخطأ بلساني. أحفظ لفمي كمامة فيما الشرير مُقابلي» ( مز 39: 1 ).

ثالثًا: بالنسبة لنا. هناك حكمة قديمة تقول: ”أنت سيد لكلمة لم تقُلها، وخادم لكلمة قُلتها، وعبد لكلمة كتبتها“. ولذلك علينا أن نتحذر جيدًا من كلماتنا. إننا نتذكَّر ما حدث عندما تعجَّل يفتاح ونطق بنذرٍ، وعندما اكتشف خطأ وهول ما نطقت به شفتاه، قال بقلبٍ كسير، وثياب مُمزقة: «آه يا بنتي! قد أحزنتني حُزنًا، وصِرت بين مُكدريَّ، لأني قد فتحت فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع!» ( قض 11: 35 ). لكن كان يمكن ليفتاح أن يتجنب كسر قلبه، وأن يُجنِّب شعب الله من تحويل يوم الانتصار إلى يوم نواح سنوي، لو أنه ضبط شفتيه ولم يستعجل فمه، ولم يُسرع قلبه إلى نُطق كلام قدام الله ( جا 5: 2 ). وكذلك أيضًا تعجَّل داود واتخذ قرارًا خاطئًا دون تمحيص بخصوص مفيبوشث وصيبا، واضطر إلى سحبه بعد ذلك عندما اكتشف خداع صيبا له، وكان يمكنه تجنب ذلك لو أنه لم يستعجل بالكلام ( 2صم 16: 19 ).

رابعًا: بالنسبة للآخرين الذين يسمعون كلامنا: طالما الكلام لم يخرج مني، فإنه لم يؤذِ أحدًا سواي، وأما إذا خرج من شفتيَّ فلا أعلم كم من الضرر ممكن أن يُسبب. أحيانًا كثيرة لا يكون هناك ضَرر من الصمت، بينما ينتج عن الكلام أضرار كثيرة، فنحن قد نُعثر الآخرين بما يخرج من شِفاهنا، وهذه خطورة كُبرى. حقًا، كم كان يمكن للأمور أن تسير بصورة أفضل بكثير، لو كان الناس أكثر حرصًا على ما يخرج من شفاههم!

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net