الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 10 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حتى دخلت مقادس الله
فلما قصدتُ معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم ( مز 73: 16 ، 17)
في بداية ع17 من مزمور73 تَرِد هذه الكلمة الهامة: «حتى دخلت». وهي كلمة تفصل بين حيرة آساف وارتباكه من جانب، وهدوئه وفهمه للأمور من الجانب الآخر.

والمسيح لمّا حدَّثنا عن مَثَل ”الابن الضال“، في لوقا15 قال إن هذا الابن وهو في الكورة البعيدة، لم يكتفِ بأن يقرِّر القيام والذهاب إلى أبيه، مع أهمية هذا القرار، بل نقرأ أنه «قام وجاء» ( لو 15: 20 ). وهكذا هنا أيضًا مع آساف، لم يكتفِ بأن يقرر الدخول إلى المقادس، بل إنه دخلها فعلاً.

لذلك، فإني أسألك أيها القارئ العزيز: أين أنت الآن؟ لا يكفي مُطلقًا أن نقرأ عن المقادس، بل أرجوك أن تقرر الآن هل أنت تعيش بالفعل في المقادس أم لا، وإن كان لا، فلماذا لا تتوقف لحظات عن الاسترسال في القراءة، وتتجه بقلبك إلى الرب معترفًا بالخطية، إن كانت في حياتك خطية، أو بالإهمال واللامُبالاة إن كانا قد تسربا إلى قلبك، وهو حتمًا سيساعدك ويُنهضك.

ما أهم وجود المؤمن فعلاً في المقادس. هذا ما يضبط فكر المؤمن، وهو ما يحتاج إليه كل مؤمن حقيقي أشد الاحتياج. فالخاطئ الذي لا علاقة له بالله، هو أعمى لا يرى الأمور الإلهية ولا الأمور الأبدية على الإطلاق. وأما المؤمن مقطوع الشركة مع الله، فمع أنه ليس أعمى كُلية، إلا أنه «أعمى قصير البصر». هذا ما حدث بالفعل مع آساف. كان يرى الموضوع من زاوية واحدة هي التي صوَّرها له عدو النفوس؛ أما الآن، بعد أن دخل المقادس، فقد صار يرى الأمر من كل جوانبه. لقد حدث ضبط لتفكيره. أو بحسب تعبيره هو «انتبهت» (ع17).

ويؤسفنا أنه مع كثرة مشاكل الناس في الوقت الحاضر، فما أكثر الذين يقدِّمون للمؤمنين علاجًا سطحيًا، كالمُسكِر الذي يأخذه الهالك، أو الخمر التي يتعاطاها مُرّ النفس، فيُنسياهما مؤقتًا فقرهما وتعبهما ( أم 31: 6 ، 7). ما أكثر مَن يقدِّم للمُتعبين مجرَّد جُرعة مسكِّنة للمشاكل، بإثارة عواطفهم ودغدغة مشاعرهم، وذلك بالترانيم التي يصاحبها الموسيقى الصاخبة، فينتشي المُتعب المنهوك، وتغيب مشاكله مؤقتًا عن باله.

ولكن إن كانت عندنا مشاكل حقيقية فإنها تحتاج إلى حل، وهذه لن يحلها إلا كلمة الله والصلاة. وبعد أن يتم ضبط الذهن، فلنرنم حينئذٍ للرب من كل قلوبنا.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net