الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 14 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أين ستكون في الأبدية؟
لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداءً عن نفسه؟ ( مت 16: 26 )
إن أهم سؤال في الزمان هو هذا: ”أين ستكون في الأبدية؟“. إن وطنك ليس في هذا العالم ولكنه في الأبدية. مدة وجودك هنا لا تتعدى لحظة بالنسبة لخلودك هناك. والحياة الحاضرة ما هي سوى مدرسة الله التي تعدّ للأبدية، ودرسه الأول في هذه المدرسة هو «استعد للقاء إلهك» ( عا 4: 12 )، ذلك لأننا لا بد سريعًا أن نلاقي الله، مستعدين كنا أو غير مستعدين. ما أسرع أن يصل قطار الزمان الحاضر إلى نهاية مسيره، أو ما أسرع، وعلى غير انتظار منك، أن تسمع صوت الموت، ذلك الصوت الخشن المرتفع، يناديك قائلاً: ”انزل هنا لتركب قطار الأبدية“. إن هذا الصوت ينادي الكثيرين في كل لحظة، يناديهم وهو مصحوب بقوة الله التنفيذية وسلطانه المُطلق. إن الموت، بيده الباردة القاسية، يمسك في كل لحظة بأيدي بعض المسافرين وينقلهم إلى الأبدية. ينقل البعض إلى حيث النور والمحبة والراحة، كما ينقل البعض الآخر إلى حيث الظلمة والشقاء الذي لا يُوصف. ينتقل البعض من الشهرة والجاه إلى أعماق العار والفضيحة الأبدية، بينما ينتقل البعض الآخر من مشهد الوحدة والغربة والمسكَنة إلى حيث يجتمعون بورَثة الخلاص الأبدي. ينتقل البعض من حالة السِعَة والملذات ورخاء العيش إلى حيث الفقر المُدقع المستديم، بينما ينتقل البعض الآخر من أعماق الفاقة والألم إلى غنى الله وأمجاده وبركاته التي لا تُستقصى.

”أين ستكون في الأبدية؟“ هل تشك في أن هذه اليد التي تقبض بشدة وبحرص على أمور الزمان الوقتية الفانية، سوف ترتخي قريبًا وتدخل إلى الأبدية مفتوحة فارغة؟ لقد ترك العالم ملايين من الناس، وأنت وأنا لا بد وأننا سنتركه، فهل أنت مستعد للخروج منه؟ إن العينين اللتين تفتشان باجتهاد على ملذات جديدة وتمتعات جسدية باطلة، سوف تُغمضان سريعًا عن كل منظر أرضي ويظهر أمامهما العالم الأبدي، بكل حقائقه الخالدة، ويبقى هكذا إلى المُنتهى. ومُحب المسرات والملذات العالمية سيكون سريعًا فريسة الأحزان والآلام التي لا تنقطع إلى الأبد في المكان الذي فيه «لا تكون راحة نهارًا وليلاً، وحيث يصعد دخان عذابهم إلى أبد الآبدين» ( رؤ 14: 11 ).

وإننا نختم كلماتنا القليلة هذه، التي نتمنى أن تكون ذات فائدة عُظمى لنفسك بتكرار هذا السؤال الخطير وهو: ”أين ستكون في الأبدية؟“.

وليم مكاي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net