الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صموئيل وأيامه
كانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام. لم تكن رؤيا كثيرًا... وصموئيل مُضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله، أن الرب دعا صموئيل، فقال: ها أنذا ( 1صم 3: 1 - 4)
ونحن نشهد أفول عهد القضاة بسلبياته وضعفاته، يظهر أمامنا الصبي صموئيل الذي هو آخر قاضٍ يُقيمه الرب ليقضي للشعب، في أسوأ فترات الشعب ظلامًا آنذاك، إذ الحالة العامة كما يصفها الروح القدس:

1ـ ”كلمة الرب“: عزيزة .. نُدرة كلمة الله.

2ـ ”رئيس الكهنة“؛ عالي: عيناه قد ابتدأتا تضعفان .. فقدان التمييز.

3ـ ”سراج الله“: كاد ينطفئ .. ضعف الشهادة.

4ـ ”تابوت الله“: صموئيل مُضطجع في هيكل الرب، الذي فيه تابوت الله .. الله ما زال موجودًا!!

لماذا صارت كلمة الله عزيزة؟ لأن حالة الشعب ينطبق عليها القول: «كل واحد عمل ما حسن في عينيه»، بل إن قادة الشعب أنفسهم في ضعف وشر، فعالي رئيس الكهنة قد ضعفت عيناه، ولم يقدر أن يُبصر، فالأمور قد اختلطت أمامه فلم يستطع أن يُميِّز بين مَنْ تصلي بروح الانكسار والتذلل أمام الله، وبين السَّكرَى ( 1صم 1: 14 -16)، كما لم يتَّخذ موقفًا حازمًا أمام فجور أولاده ولم يحاول أن يردعهم ( 1صم 3: 13 ). أما من جهة أولاده الكهنة؛ حفني وفينحاس، فقد تمادوا في فعل الشر أمام الرب، فنقرأ في 1صموئيل 2: 12-17 وصفْ الكتاب لهما بأنهما «بني بليعال»، إذ لم يعرفوا الرب ولا حق الكهنة من الشعب.

من أجل ذلك كاد سراج الله ينطفئ إزاء حالة الشعب وكهنته، لكن كم نشكر الرب إذ ما زال هناك الصبي صموئيل والذي يخدم أمام الرب، ولا يحلو له سوى أن يضطجع في هيكل الرب الذي فيه تابوت الله!

فإن كان كل شيء يوحي بالفشل واليأس إلا أن السراج لم ينطفئ بعد، فالتابوت ما زال في مكانه في هيكل الرب، من أجل ذلك لا نتعجب من أن يعود الرب ليتكلَّم مرَّة أخرى إلى الشعب من خلال صموئيل، وإن كان في حديثه هنا يُؤكِّد ما سبق وأعلنه لعالي عن القضاء المُزمع أن يصبه عليه وعلى أولاده بسبب تماديهم في فعل الشر ( 1صم 3: 10 -14).

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net