الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 2 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مارة وإيليم
ثم جاءوا إلى إيليم وهناك اثنتا عشرة عين ماءٍ وسبعون نخلة. فنزلوا هناك عند الماء ( خر 15: 27 )
قد يتلبَّد الجو أحيانًا بالغيوم الكثيفة والسُحب الداكنة، ولكن لنثق أن الشمس خلف الغيمة، ومتى وضعنا منظار الإيمان على عيوننا نرى إلهنا وقدراته الفائقة، فإنه يُشرق بمجده فيُبدد غياهب الظلام ويُتمِّم مواعيده، وفي أحلك ظلمات الليل نرى فادينا متمشيًا فوق الأمواج يطمئن خوفنا، فنعلم أنه الحي السرمدي الكائن قبل الدهور، ونهتف فرحين «الرب نوري وخلاصي، ممَّن أخاف؟ الرب حصنُ حياتي، ممَّن أرتعب؟» ( مز 27: 1 ).

وقد تصادفنا «مارة» أثناء عبورنا في برية هذا العالم، ولكن هناك شجرة إذا طرحناها في مائها المُرّ تجعله عذبًا سائغًا. وما الشجرة إلا رمز لصليب المسيح الذي فيه كل كفايتنا، فلننظر إليه بإمعان وروية، ونقول وسط المُلِمات والكوارث: لتكن لا إرادتنا بل إرادتك. ولا يغيب عنا أننا بعد مارة نجد إيليم، وهناك نتمتع بظلال السبعين نخلة الوارفة ونستقي من مياه الإثنتي عشرة ينبوعًا العذبة، فلنسلِّم كل أمورنا للعناية الإلهية التي تُحصي كل شعورنا، ولنعلم أن التذمر والشكوى والأنين هي تصرفات خاطئة موجهّة ضد الله وقصده وترتيبه، فلنكف عنها لا سيما «ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده» ( رو 8: 28 )، «فلنتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه» ( عب 4: !6).

ولا يغيبن عن أذهاننا أن الله يسير بوجهه المُنير أمامنا فيُريحنا ويستطيع أن يفعل في كل وقت ما فعله مع الأتقياء الذين سبقونا، فقد حفظ يوسف في مصر، وموسى أمام فرعون، وإيليا أمام أخآب، ودانيال في بابل، وما علينا إلا أن نركض إليه فهو مرساة للنفس مؤتمنة وثابتة، وهو لا ريب يعمل أكثر مما نفتكر أو يخطر لنا ببال.

ومهما تكن الظروف فلنثق أن الله يقودنا ولنا أن نتكل عليه، فإنه يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، وهو يعمل المعجزات، فمَن كان يظن أن الغربان تأتي بالطعام صباحًا ومساءً لإيليا عند نهر كريث (1مل17)؟ وأن نهر الأردن يشفي نعمان رئيس جيش ملك أرام من برصه (2مل5)؟ وأن عود الخشب يجعل الحديد يطفو (2مل6)؟ وأن خمسة أرغفة تكفي لإشباع خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأولاد، ثم يرفع التلاميذ ما فضل بعد ذلك من الكِسر اثنتي عشرة قفة (مت14)؟ أَ ليس هو الله وكل ما شاء يصنع؟

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net