الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آدم وشاول الطرسوسي
آدم... أين أنت؟ ( تك 3: 9 )شاول، شاول! لماذا تضطهدني؟ .... صعبٌ عليك أن ترفس مناخس ( أع 9: 4 ، 5)
عندما تقتنع النفس المُذنبة بذنبها، تُدرك أبعاد ذنوب الحياة كلها في زمن قصير جدًا بحيث لا يمكن تصديق قصره. والذين أشرفوا على الغَرَق، ونجوا من الموت غرقًا، قالوا: إنه مثل لمعان البرق ظهرت حياتهم أمامهم كومضة ضوء سريعة الزوال وهم في حالتهم المُفزعة، وأن خطاياهم المنسية التي كانوا قد اقترفوها لسنوات عديدة سابقة، ظهرت في لحظة واحدة قدام عيونهم. وشبيه بذلك قول موسى رجل الله: «قد جعلت آثامنا أمامك، خفياتنا في نور وجهك» ( مز 90: 8 ). فالضمير الميت استيقظ تحت أشعة نور الله الفاحصة، وفي لحظة نرى أنفسنا واقفين أمام الذي يقول لنا كل ما فعلنا ( يو 4: 29 ).

وعندما يحدث هذا لا تجدي المعاذير نفعًا. كما أنه لا يوجد مجال لالتماس العذر. فالإنسان يجد نفسه عريانًا مكشوفًا في حضرة القداسة المطلقة. بينما قبل ذلك كان الضمير نائمًا، لا فكرة لديه عن ذنب؛ فيما عدا الإحساس بأن في الأمر شيئًا ما غير حسن. أو قد يكون الضمير في حالة من الأرَق وعدم الاستقرار، لكن بدون إحساس معيَّن بوجود ذنب ما. وما من شك في أن شاول الطرسوسي ارتعدت فرائصه أمام كلمات الرب هذه: «شاول، شاول! ... صعبٌ عليك أن ترفس مناخس» ( أع 9: 4 ، 5؛ 26: 14).

أ لم تكن هناك وخزات لضمير شاول الطرسوسي يوم كان الشهيد استفانوس يشخَص إلى السماء بوجهٍ ثابت يلمع كوجه ملاك، بينما كانت أحجار الجماهير تمزق جسده، وبينما كان يستودع روحه للرب يسوع؟ أَوَ لم تكن هناك وخزات لضميره حين كان بعض الذين أحبوا سيدهم وربهم، وفي طريق تخليص أنفسهم (أو تخليص مَن يحبونهم) من السجن ومن الموت، أرغمهم ذلك الطاغية الظالم أن يجدفوا على اسمه الكريم؟ ( أع 26: 11 ). حقًا إن «طريق الغادرين (الأثمة) فأوعَر (أقسى)» (أم13: 15). هكذا كان الأمر مع شاول. وبينما يدرك الضمير الطبيعي هذه الأشياء، إلا أن هذا لا يعني تجديد النفس لله. كلا، ربما بالأحرى يقود الضمير الطبيعي الإنسان بعيدًا عن الله، وقد قاد شاول إلى مزيد من الإفراط، كما قاد آدم بعيدًا عن الله ليختبئ بين أشجار الجنة، إلى أن أحسّ ضميره بقوة الكلمة النافذة «آدم ... أين أنت؟» وحينئذٍ استيقظ، ووقف أمام الله كخاطئ مُذنب. وهكذا دفع الضمير الطبيعي شاول أن يخفي حالته الحقيقية خلف غيرة دينية كانت تملأ نفسه حتى ذلك الحين.

ف.ج. باترسون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net