الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رؤساء الكهنة والحَسَد
بيلاطس ... عَلِمَ أنهم أسلموه حَسَدًا ( مت 27: 17 ، 18)
«رؤساء الكهنة» .. كيف كانوا يبدون أمام الناس؟ .. إنهم أُناس حريصون على مجد الله، لذلك هم يقفون بكل حزم ضد أي تجديف أو ادعاء بمعادلة الله! .. إنهم حريصون على الحق الكتابي، فلا يدينون إنسانًا دون أن يكون هناك شهود إثبات! إنهم مكسوري القلب على حال الشعب الملعون لأنه لا يفهم الناموس! إنهم يقدسون الشريعة ويحترمون القانون، فهم يحترمون الناموس الإلهي، لذا يريدون قتل المسيح! لكنهم أيضًا يحترمون القانون الروماني فيقرّون بأنه لا يجوز لهم أن يقتلوه! .. إنهم حريصون كل الحرص على طاعة أدق تفصيلات المكتوب من جهة حياة الطهارة، لذلك لم يدخلوا دار الولاية لئلا يتنجسوا! .. إنهم لا يجاملون على حساب الحق! فحتى لو غضب منهم الوالي لعدم دخولهم دار الولاية فإنهم لن يدخلوا!

لكن .. هل تعرف ـ عزيزي ـ ما الذي كان يختفي وراء هذه الصورة الجميلة البرَّاقة، والذي أدى بهم إلى صلب المسيح؟ .. إنه الحَسَد «لأنه (بيلاطس) عَلِمَ أنهم أَسلموه حسدًا» ( مت 27: 17 ، 18). وبالطبع لم يكن حسدهم هو الحسد بالمفهوم الذي تشيعه الخرافة من حولنا، لكنه الحسد كما يشرحه الكتاب المقدس، هو الغيرة الشديدة من آخر. لقد كان دافعهم لقتل المسيح هو غيرتهم الشديدة منه، لأنه جذب أنظار الأمة إليه وجعلهم هم في الظل!

إذًا لم تكن المسألة حرصًا على حق الله ومجده، ولا على خير الشعب وسلامته، بل هي مسألة شخصية بحتة لا تزيد عن كونها تمسكًا شديدًا بمركز بدأ يهتز، وتشبث عنيف بأضواء بدأت تنسحب! إنها رغبة عارمة في الوجود داخل دائرة الضوء، وخوف جارف من بروز آخر يأخذ المركز، فلا يجعلهم في قلب الحَدَث!

وهنا أطرح على نفسي وعليكم بعض الأسئلة:

هل نشعر بشيء من الألم عندما يكرم أخ لنا ويجذب عنا الاهتمام؟

هل نفرح حقًا بكل مَن يعمل لصالح شعب الله، حتى وإن كنت أنا بعيدًا عن دائرة الاهتمام؟

هل نهاجم شخصًا تحت شعار مجد الله وبركة الإخوة، بينما الواقع هو أننا نغير منه ونحسده؟

أحبائي .. إن كنا نحسد، فنحن نقف مع رؤساء الكهنة في صف مَن قتلوا المسيح، لا في صف مَن أكرموه! .. أخشى أن نكون منهم دون أن ندري!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net