الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 إبريل 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمور الله أولاً
هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة، وهذا البيت خرابٌ؟ والآن فهكذا قال رب الجنود: اجعلوا قلبكم على طرقكم ( حج 1: 4 ، 5)
وجَّه حَجي كلمته إلى قادة الشعب، إلى زربابل الوالي سليل داود، وإلى يهوشع بن يهوصاداق الكاهن العظيم قائلاً: «هكذا قال رب الجنود قائلاً: هذا الشعب قال إن الوقت لم يبلُغ وقت بناء بيت الرب» (حج1، 2). كان قول الشعب هذا ينم عن رغبة دفينة للاستعفاء من العمل، فلو كانت هناك قوة الإيمان لَمَا كان أمر أرتحشستا ليوقفهم حقًا، إذ إنه كان مناقضًا لأمر كورش، وكانت شريعة مادي وفارس التي لا تُنسخ كفيلة بأن تلغي الأمر اللاحق طالما كان ينسخ أمرًا أسبق. لكن الشعب وجد حجته إذ كانوا يطلبون كل واحد ما هو لنفسه، واستتبع ذلك تكاسل من جهة أمور الله، فانصرفوا كل واحد إلى بناء بيته، بينما أُهمل بيت الرب.

عندما لا يكون الضمير متيقظًا، يكون الشعب مستعدًا لتفسير الظروف المحيطة لتناسب رغائبه، وعندئذٍ تظهر الطاقة الكبيرة الكامنة في صُنع ما هو لراحتنا، بينما يبدو واضحًا عدم التقدير لكل ما هو لمجد الله. عندئذٍ يكون لدى القديسين الوقت والإمكانيات لعمل الكثير مما لا يفيد، بينما يجدون مشقة في أن يصرفوا ساعات قليلة في الاجتماع معًا، أو في أن يضعوا إمكانياتهم هذه لأجل تقدم الإنجيل، ولكن عندما يوجد تدريب للضمير، يوضع كل شيء في مكانه.

«هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المُغشاة، وهذا البيت خرابٌ؟» كان هذا توبيخًا من الرب على فم نبيه، فإن أمر أرتحشستا ملك فارس لم يَعقهم عن أن يبنوا بيوتًا فاخرة لأنفسهم، ولكنهم وجدوا فيه العذر لعدم الاكتراث بما كان يجب أن يأخذ المكان الأول في اهتماماتهم (ع3، 4).

«والآن فهكذا قال رب الجنود: اجعلوا قلبكم على طرقكم» .. انهضوا من نتائج الأنانية المُميتة، فاحكموا على ذواتكم وطرقكم الماضية في حضرة الله. ضعوا الأهم في المكان الأهم، أعطوا الرب المكان الأسمى في القلب وفي الحياة. فلأنكم فقدتم عزم القلب في التعلق بالرب، لم يستطع أن يبارك كما يجب (ع9)، ولأنكم لم تُعطوا الرب مكانه، ولأنكم أهملتم بيته، لذا نشأ القحط والجَدب، بدلاً من البركة والإنعاش (ع10، 11). نعم، ما أحوجنا في هذه الأيام إلى تلك الصيحة «اجعلوا قلبكم على طُرقكم» حتى يعود الرب ويباركنا.

كرست نفسي لك يا ربي وسروري خدمتك
أقولُ لكَ من عمقِ القلبِ لتكن مشيئتك

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net