الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
داود في صِقلَغ!
فقال داود لأخيش: إن كنت قد وجدت نعمةً في عينيك، فليعطوني مكانًا في إحدى قرى الحقل فأسكن هناك .. فأعطاه أخيش في ذلك اليوم صِقلغ ( 1صم 27: 5 ، 6)
ونحن نتتبع داود في مسار رحلته في أرض الفلسطينيين، نجد المزيد مما يدعو للأسف. فهو قد حصل على صقلغ كعطية من ملك الفلسطينيين، وتغرَّب فيها ستة عشر شهرًا، كان فيها بعيدًا عن الله وعن إسرائيل رغم تحرره من كل مخاوف بخصوص شاول. فمن السهل جدًا أن نبتعد عن مكان التجربة، لكن عندئذٍ سنبتعد أيضًا عن مكان البركة. كان الأفضل لداود لو ظلّ في وضع يعرِّضه لخطر شاول وفي الوقت ذاته يستمتع بحماية إله إسرائيل، بدلاً من طلب الأمان لدى ذراع ملك جت.

إن فكرة الراحة والانطلاق تلذ لنا جدًا في الوقت الذي تضغط فيه التجربة بثقلها علينا. وعندئذٍ نكون في خطر أن نطلب هذه الراحة بطريقتنا الشخصية. إن العدو دائمًا لديه طريق جانبي مُتسع ومفتوح لرجل الإيمان، كان لديه مصر لإبراهيم، وصقلغ لداود، واليوم لديه العالم بصوره المتنوعة.

لقد قبل داود صقلغ كعطية من ملك الفلسطينيين، وبدلاً من أن يظل غريبًا بلا مأوى في مغارة عدلام، أصبح مواطنًا في أرض الفلسطينيين. وهو الآن لا يمثل دور الرجل المجنون كما فعل قبلاً ( 1صم 21: 10 - 15)، ولكنه يلعب دور المُخادع. فقد قام بحرب على الجشوريين والجرزيين والعمالقة، وعندما سأله أخيش: «على مَن غزوتم اليوم؟»، كذب داود قائلاً إنه قد غزا على مناطق إسرائيلية، خوفًا من أن يفقد المكان الذي اختاره لحمايته ( 1صم 27: 7 - 12).

ولقد قطع داود شوطًا طويلاً في هذا الطريق الكئيب لدرجة أنه حين اقترح عليه أخيش أن يكون حليفًا للفلسطينيين في محاربة إسرائيل، كانت إجابته: «لذلك أنت ستعلم ما يفعل عبدك». فقال أخيش لداود: «لذلك أجعلك حارسًا لرأسي كل الأيام» ( 1صم 28: 1 ، 2). وهنا نرى شذوذًا غريبًا؛ نرى ملك إسرائيل على وشك أن يُجعل حارسًا لرأس أحد ملوك الفلسطينيين! وعلى وشك أن يرفع سيفه ضد صفوف الله الحي! هل رأيت مثل هذا؟ أَ قاتل جليات يصير عبدًا لفلسطيني؟ مَن كان يتوقع أن يحدث مثل هذا الأمر العجيب؟ حقًا من الصعب لنا أن نحدد إلى أي مدى كان سيصل داود لو تُرك لكل نتائج وضعه الخاطئ. لكن لم يكن ممكنًا أن هذا يحدث، فالله في محبته كان يراقب تائهه المسكين. وكانت لديه مراحم متنوعة مُختزنة له. وأيضًا بعض الدروس المُذلة والتدريبات المؤلمة.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net