الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 مايو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كنزنا في السماء
مَن لي في السماء؟ ومعك لا أُريد شيئًا في الأرض. قد فَنِيَ لحمي وقلبي. صخرة قلبي ونصيبي الله إلى الدهر ( مز 73: 25 ، 26)
نلاحظ أن آساف لا يتساءل: ”ماذا لي في السماء؟“، كأن رجاءه محصور في العروش أو الأكاليل التي سيتمتع القديس بها في السماء، لتعوِّضه عن سنين الحرمان في هذا العالم، بل يقول: «مَن لي في السماء؟».

هذا يذكّرنا بكلمات المسيح في موعظته من فوق الجبل. لقد تحدث المسيح عن كنوز في السماء، حيث لا يُفسد سوس ولا صدأ، وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لكنه بعد ذلك تحوَّل للحديث عن كنز واحد فحسب، فقال: «لأنه حيث يكون كنزك، هناك يكون قلبك أيضًا» ( مت 6: 21 ). لماذا يا ترى غيَّر المسيح الصيغة هنا من الجمع إلى المفرد، فتكلم عن كنز لا عن كنوز؟ السبب، لأنه تحدث هنا عن كنز الكنوز، شخصه العزيز، وفي هذا تأتي كلمات الرسول بولس: «اطلبوا ما فوق، حيث المسيح جالس عن يمين الله» ( كو 3: 1 ).

إذًا فالذي لآساف في السماء هو الرب نفسه. قد يعتبر الغني في الهاوية أن له في السماء أبًا هو إبراهيم، فهو على أي حال لا يعرف أحدًا في السماء أفضل منه، ولكن آساف لم يعتبر أن آباءه: إبراهيم وإسحاق ويعقوب، هم الذين له في السماء، بل الرب نفسه. وماذا يحتاج إلى جوار الرب؟ ونحن أيضًا ما الذي نحتاجه إلى جوار الرب يسوع في السماء أو على الأرض؟

ويمكن القول إن القديسين، حتى في العهد القديم، كانوا مشغولين بالسماء لا بالأرض، فإبراهيم وإسحاق ويعقوب عاشوا غرباء في أرض الميعاد، وكانوا ينتظرون الذهاب إلى الأمجاد، والسكن في المدينة التي لها الأساسات، التي صانعها وبارئها الله. لكن هنا آساف يخطو خطوة أبعد، فليست السماء كمكان هي ما تشغله، بل شخص في السماء هو الذي لا يريد معه شيئًا.

أخي المؤمن .. ماذا تنتظر في السماء؟ .. الراحة؟ .. الخلاص من الأمراض أو المتاعب؟ . الخلو من الخطية التي تنغص على القديس أيامه؟ .. أم أنك قبل ذلك كله، وأهم منه، تتطلع إلى السماء لتكون كل حين مع الرب. لقد كانت إجابة آساف هي: أنا أريدك أنت يا رب وحدك، فيكفيني جدًا أن أكون حيث تكون أنت، وأن أتمتع بالقرب منك!

ماذا تروم النفس في أقصى السما العُليا؟
أو مَن فؤادي يا تُرى يهوى في ذي الدنيا؟

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net