الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
استفانوس وفيلبس
وحَمَل رجالٌ أتقياء استفانوس وعملوا عليه مناحة عظيمة .. فانحدر فيلبس إلى مدينة من السامرة وكان يكرز لهم بالمسيح ( أع 8: 2 ، 5)
لم يَدم اشتراك استفانوس وفيلبس في خدمة واحدة إلا لفترة قصيرة ( أع 6: 1 - 5). رقد استفانوس بعد أن شهد شهادته، وكان يبدو أنها لم تأتِ بنتيجة ملموسة، إذ «كان شاول راضيًا بقتله» ( أع 8: 1 ). لكن موقف الشهيد تجاه أعدائه كان بداية نقطة التحول في حياة شاول. كانت شهادة استفانوس بمثابة إحدى المناخس التي قال عنها الرب لشاول إنه صعب عليه أن يرفسها ( أع 26: 14 ). وعندما رأى شاول الرب في رؤية، في هيكل أورشليم، تذكَّر بكل خزي أنه كان «واقفًا وراضيًا» بقتل استفانوس، ولكن الرب قال له: «اذهب، فإني سأرسلك إلى الأمم بعيدًا» ( أع 22: 20 ، 21).

أما شهادة فيلبس فهي مختلفة كل الاختلاف إذ قد امتدت إلى آفاق بعيدة ودامت طيلة حياته، لا عدّة شهور فقط، ورأى فيلبس ثمرها. لم يَختَر أحدهما الطريق التي سلك فيها، لكنهما اتكلا على الرب، وكانا أمينين في ما عُهد إليهما. تُرى أي منهما كان أنجح من الآخر في حياته؟ الاثنان بلا شك نجحا إذ مجدّا وأطاعا الله حسب طرقه العجيبة.

انقطعت خدمة فيلبس كشماس بسبب الاضطهاد الذي شتت المؤمنين في كُور اليهودية والسامرة ( أع 8: 1 ). ورغم الحزن الشديد الذي شعر به فيلبس على صديقه العزيز ونوحه عليه ( أع 8: 2 )، إلا إنه انحدر إلى السامرة وكرز بالمسيح. لقد «قام من أمام مَيته» ( تك 23: 3 )، وانحدر إلى السامرة، مُقتادًا من الرب، ولم يُرسله أهل أورشليم ولا حتى تشاور معهم، وهناك أدخل الفرح على قلوب مَن قَبِلوا الإنجيل الذي قدمه ( أع 8: 8 ، 39). لم يترك نفسه للحزن والفشل، لكنه ذهب إلى تلك الكُور المُعادية لليهود ليكلّمهم عن الرب يسوع. لم يُنادِ بعقيدةٍ ما، بل كان ينادي بالمسيح ( أع 8: 5 ، 12، 35).

لقد حملت كرازة فيلبس في السامرة ثمارًا كثيرة، وكانت مصدر فرح عظيم. وبغتةً كلَّمه ملاك الرب وقال له أن يذهب إلى طريق غزة التي هي برية. هل يجب فعلاً أن يترك كل هؤلاء المؤمنين بدلاً من أن يثبِّتهم في الحق؟ لم يسأل فيلبس عن السبب، لكنه قام وذهب ليتقابل مع الخصي الحبشي، ويكرز له بيسوع لا بعقائد. واستمر الخصي في طريقه فَرِحًا لأن الرب يسوع، الحَمَل الذي انتُزعت حياته من الأرض، ملأ قلبه.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net