الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إقامة ابن أرملة نايين
تقدَّم ولمس النعش، فوقف الحاملون. فقال: أيها الشاب، لك أقول: قُمْ! فجلس الميت وابتدأ يتكلم، فدفعه إلى أمه ( لو 7: 14 ، 15)
لاحظ أحدهم أن المسيح لمّا كان هنا على الأرض لم يَعظ في أية جنازة، وذلك لأنه إذ كان يوجد في مكان، كان الموت يهرب من أمامه! ولقد أقام المسيح في أثناء خدمته الكثيرين من الذين كانوا قد ماتوا. وتُخبرنا البشائر الأربع عن ثلاثة أشخاص بالذات أقامهم المسيح من الأموات، وهم: ابنة يايرس ( مت 9: 23 - 26؛ مر5: 35- 43؛ لو8: 49- 56)، ثم ابن أرملة نايين ( لو 7: 11 - 17)، وأخيرًا لعازر الذي من بيت عنيا ( يو 11: 1 - 44).

لقد أقام المسيح الشاب ابن أرملة نايين، وكان قد مات منذ ساعات، إذ كانوا يشيِّعونه إلى القبر، وفي الطريق التقى موكب رئيس الحياة بموكب الموت، فأقام الشاب من النعش ودفعه إلى أمه! ويا لروعة المعجزة! ويا لقوة ربنا يسوع! بهذه البساطة يقهر المسيح عدو البشرية المرعب والمُخيف!

لكننا هنا نرى بالإضافة إلى قوة الرب ونُصرته على الموت، ترفُّق المسيح وحنانه على الأرملة المحطَّمة التي انكسر عكازها، وانطفأت شمعتها، وهي ماضية لتدفن آخر أمل لها في الحياة. لكن القوي الحنَّان أوقف حاملي الجثمان، وبكلمة واحدة منه انتهر الموت، وأعاد الشاب الميت إلى أمه صحيحًا مُعافى!

هذا هو طابع إنجيل لوقا الذي انفرد بذكر هذه المعجزة. ولهذا، فإنه بخلاف ابنة يايرس التي حضر أبوها يدعو المسيح ليشفي ابنته من المرض ثم ليُقيمها من الموت، وبخلاف لعازر الذي أرسلت أختاه تطلبان من المسيح أن يحضر ليشفيه من مرضه، فإن المسيح في هذه المعجزة لم يرسل إليه أحد ولا طلب منه أحد شيئًا، بل إنها النعمة التي تأخذ زمام المبادرة، وتُقيم الميت!

ونلاحظ أن المسيح هنا لم يُصلِّ كما فعل قبل ذلك إيليا عند إقامته ابن الأرملة التي كان نازلاً في بيتها ( 1مل 17: 20 - 22)، وكما فعل بعد ذلك بطرس عند إقامته لطابيثا ( أع 9: 33 - 35)، ولا اضطجع فوق الميت كما فعل قبل ذلك أليشع عندما أقام ابن الشونمية ( 2مل 4: 33 - 35)، ولا وقع على الميت ليعتنقه كما فعل بولس عند إقامته لشاب آخر اسمه أفتيخوس ( أع 20: 10 )، بل كما كان يأمر الأمراض فتهرب من قدامه، ويأمر الشياطين فتخرج من الشخص، ويأمر الريح والبحر فيصير هدوء عظيم، هكذا هنا أيضًا باعتباره رئيس الحياة، أمر فعادت الحياة للشاب المائت. له كل المجد.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net