الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 12 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشمس والقمر، أو المسيح والكنيسة
ولكم أيها المُتقّون اسمي تُشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها ( ملا 4: 2 )
إن الذي قضى ليلته يراقب بزوغ الشمس، ثم رآها وهي طالعة تُرسل أشعتها الذهبية لتملأ الفضاء، وتبدد الضباب، وتقشع الغيوم، وتشق سواد الليل، يرى أوجه الشَبَه في تمثيل هذا المنظر بظهور شخص الرب في جلاله وبهائه، حين يستقبله القديسون كما تستقبل الخليقة أشعة نور الشمس عند الصباح. إذ بعد قليل ستُشرق شمس البر، ومن أمام وجهه ستهرب أوهام الظلام، وتبتهج الخليقة بأسرها ببزوغ فجر بلا ضباب، بداية نهار مجد أبدي.

أما القمر فهو كتلة خامدة في حد ذاتها، تستمد نورها جميعه من الشمس، وهي تعكس في كل حين نور الشمس إلا متى اعترضت الأرض بينهما. ثم إنه حالما تختفي الشمس تحت الأفق وتُحتجب عن الأبصار، حينئذٍ يظهر القمر مُستمدًا نوره منها، وعاكسًا أشعتها على الأرض المُتسربلة بالظلام. وكما قلنا، فإن نور القمر قد يُحتجب أحيانًا متى اعترضت الأرض طريق أشعة الشمس إليه، وتلبدت الغيوم، وتكاثفت السُحب، فيختفي نور الشمس الذهبي عن أبصارنا.

وكما أن الشمس رمز بديع وفي غاية المناسبة للمسيح، كذلك القمر رمز جميل للكنيسة التي تستمد نورها من ذلك المصدر الخفي عن أبصار العالم. فالعالم لا يراه، أما هي فتراه وتعرفه، وهي مسؤولة لتعكس نوره على العالم المُظلم.

هذا الوجه يُشير إلى مسؤولية الكنيسة التي عليها أن تسعى ضد كل ما من شأنه أن يعطل ظهور نور المسيح السماوي في جميع طرقها. ولكن كيف يتسنى لها أن تعكس هذا النور؟ بمواجهة نور الشمس في ضوئه الكامل حتى ينعكس عليها، لأن الكنيسة متى سلكت في نور المسيح، فلا شك أنها تعكس نوره، وهذا هو مركزها الحقيقي. إن نور القمر ليس هو نوره الخاص، وهكذا الحال مع الكنيسة، ولا هو مطلوب منها أن تُظهر ذاتها للعالم، وإنما هي مُطالَبة أن تمد المسكونة بالنور الذي تستمده من المسيح، وعليها أن تدرس بمواظبة واجتهاد المثال الذي تركه لنا لتقتفي آثار خطواته التي سلكها هنا على الأرض بقوة الروح القدس الساكن فينا. ولكن وا آسفاه، فإن غيوم العالم وأبخرته، أي هموم وغرور الحياة، تحجب النور وتمحو كتابة الرسالة. فيا ليتنا نشخَص إلى المسيح وننظر إلى مجده الأبدي بروح الصلاة فننسج على منواله، ونكون أُمناء في الاقتداء به.

دينيت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net