الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 21 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التلمذة الحقيقية (2)
إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ( مت 16: 24 )
تأملنا في الأسبوع الماضي في شروط التلمذة المسيحية، ونواصل اليوم المزيد من التأملات في هذا الموضوع الهام:

(4) إنفاق الحياة في اتباع المسيح: «إن أراد أحدٌ أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه، ويحمل صليبه، ويتبعني» ( مت 16: 24 ). لكي نفهم هذا، علينا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: ”ما الذي ميَّز حياة الرب يسوع المسيح؟“ لقد كانت حياة المسيح حياة الطاعة لإرادة الله، حياة في قوة الروح القدس، حياة خدمة مضحية لأجل الآخرين، حياة صبر وطول أناة في مواجهة أشد الآلام وأفظع الإساءات. كانت حياة غيرة لله، وبذل، وضبط نفس، ووداعة، ولطف، وأمانة، وولاء. فقد ظهر فيها ثمر الروح المذكور في غلاطية5: 22، 23. فإن أردنا أن نكون تلاميذه، مُظهرين ثمر حياة التشبه به في حياتنا ( يو 15: 8 )، فعلينا أن نسلك كما سلك هو.

(5) محبة قوية لجميع تابعي المسيح: «بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي: إن كان لكم حبٌ بعضًا لبعض» ( يو 15: 35 ). هذه هي المحبة التي تحترم الآخرين أكثر من النفس. المحبة التي تستر كثرة من الخطايا. المحبة التي تتأنى وترفق. المحبة التي لا تحسد. المحبة التي لا تتفاخر ولا تنتفخ، ولا تقبِّح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء، ولا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق. وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء، وترجو كل شيء، وتصبر على كل شيء ( 1كو 13: 4 - 7). دون هذه المحبة، تصبح التلمذة زهوًا باردًا، وتنسكًا طقسيًا لا قيمة له.

(6) ثبات دائم في كلمة الله: «إن ثبتم في كلامي فبالحقيقة تكونون تلاميذي» ( يو 8: 31 ). لأن التلمذة الحقيقية تتميز بالاستمرار والدوام، فما أسهل أن نبدأ حسنًا، وأن تشرق منا ومضات من المجد والبهاء بين آنٍ وآخر، إنما محك الحقيقة هو الثبات إلى النهاية. «ليس أحدٌ يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله» ( لو 9: 62 ). لهذا فإن الطاعة المتقطعة لوصايا الكتاب المقدس، والاتباع المُجزأ لتعاليمه، لا يكفيان ولا ينفعان. لأن المسيح يطلب من كل أتباعه طاعة دائمة متواصلة على غير انقطاع ودون سؤال.

اِحفَظْ حياتي ليكونْ تكريسُها يا ربُّ لكْ
واحفظني دومًا شاكرًا طولَ الزمانِ عمَلكْ

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net