الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَ قيافا أيضًا بين الأنبياء؟!
فقال لهم واحدٌ منهم، وهو قيافا.... إنه خيرٌ لنا أن يموت إنسانٌ واحدٌ عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها! ( يو 11: 49 ، 50)
عقد رؤساء الكهنة والفريسيون جلسة استثنائية لمجمع السنهدريم ليبحثوا موقفهم من الرب يسوع، وفي هذه الجلسة نطق قيافا رئيس الكهنة بشهادة عظيمة عن ضرورة موت المسيح وأهميته ومعناه، وأثبتت الأيام التالية أن أقواله كانت ذات صبغة نبوية، تجاوزت بكثير مدارك الشخص الذي نطق بها. وهو أمر مُدهش أن يتنبأ رجل مثل هذا، في سنة مثل هذه، في موضوع مثل هذا. ومن هذا نتعلم شيئًا رائعًا ومباركًا، أن الله لا يُحَد، وأنه قادر أن يستخدم الأبرار، كما يستخدم الأشرار، حسب إرادته.

ولكننا نحن الذين نعرف كلمة الله جيدًا، لا ينبغي أن نتعجب كثيرًا من استخدام الله لقيافا هنا، فالله قبل ذلك جعل شاول الملك الشرير يتنبأ. بل إننا نتذكر قبله بلعام العرَّاف الشرير، والذي ـ رغم شر قلبه ـ فإن الله استخدمه ليعلن حقًا عظيمًا. ومع أن بلعام كان يبغض إسرائيل، إلا أن الرب استخدمه رغمًا عنه للنطق بالبركة عنهم. بل إن المسيح في موعظته فوق الجبل أخبرنا عن كثيرين سوف يقولون له في ذلك اليوم: «يا رب، يا رب! أَ ليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟» حينئذٍ سوف يُصرِّح لهم: «إني لم أعرفكم قط! اذهبوا عني يا فاعلي الإثم!» ( مت 7: 22 ، 23). وكما قال أحدهم: ”إن كلمات النبوة في الفم، لا تُعدّ دليلاً على وجود النعمة في القلب“. فهؤلاء جميعًا الذين ذكرناهم الآن استخدمهم روح الله، ولكن قلبهم المظلم بقى على حاله، فلم يتغير.

إذًا فقد كان قيافا هنا مثل بلعام، يتكلم بنبوة عظيمة، ولكنه لم يفهم شيئًا من معناها. كلاهما تم فيه قول المَثَل: ”مثل الحمار يحمل أسفارًا“. فغني عن البيان أن المعنى الروحي الراقي المحمَّلة به كلمات قيافا، لم يكن في فكره المظلم والشرير على الإطلاق وهو يردد هذه العبارات.

وإن كان كل من بلعام وقيافا شريرين، إلا أن شر قيافا أفظع من شر بلعام بما لا يُقاس. فبينما بلعام أممي، فقد كان قيافا من شعب الله، وبينما بلعام عرَّاف وثني، كان قيافا رئيس كهنة الله، وبينما بلعام اتجه بالشر نحو شعب الله، فإن قيافا اتجه بالعِداء ضد مسيح الله وابن الله؟ ثم إن كانت عِلة بلعام هي الطمع، فإن رجلي قيافا كانت سريعة إلى سفك الدماء.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net