الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 28 يونيو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تكذبوا على الحق
من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة! ... أ لعلَّ ينبوعًا ينبع من نفس عين واحدة، العذب والمُر؟ ( يع 3: 10 ، 11)
تعلِّمنا الطبيعة هذا، أن هناك ينابيع مياه عذبة، وأن هناك ينابيع أخرى مالحة أو مُرَّة. ولكن لا يمكن أن يخرج من نبع واحد مياه عذبة ومالحة. وهناك أنواع مختلفة من أشجار الفاكهة، وكل منها تُنتج ثمارًا من نوعها. ولكن لا يمكن لشجرة أن تنتهك قوانين الطبيعة، وتنتج ثمارًا ليست من نوعها. لماذا إذًا نشهد هذه الظاهرة الغريبة في المؤمنين.

الإجابة بالطبع لها شقين: أولاً. أنهم في الأصل كانوا خطاة، لهم طبيعة شريرة كالباقين. ثانيًا. أنهم وُلدوا ثانيةً، وبالتالي نالوا طبيعة جديدة، ولكن لم تُمحَ الطبيعة القديمة منهم، وبالتالي، صار بداخلهم ينبوعان، أحدهما ينبع منه الشر فقط، والآخر لا يُخرج إلا الخير. ومن هنا أتى هذا الخليط الغريب الذي يدينه الرسول يعقوب بشدة.

قد يقول قائل: ”إذا كان هذا هو الحال مع المؤمن، فليس هناك مجال لإدانته بقسوة إذا عمل لسانه كفوهة خرج منها ماء مُرّ نابع من الطبيعة القديمة“. آه، ولكن أي واحد يفكر بهذه الطريقة، ينسى أن الجسد أو طبيعتنا العتيقة، قد دينت وأُبطلت على الصليب. «فالخطية في الجسد» كما تقول رومية8: 3 قد أُدينت، والمؤمن، لعلمه بهذا، مسؤول عن أن يعاملها كشيء أُدين وأُبطل، وبالتالي ليس لها أن تعمل. ولذلك فالمؤمن يستحق التوبيخ إذا عمل لسانه كمَخرَج لشر الجسد (الطبيعة العتيقة). والإنسان الحكيم يُظهر حكمته في الوداعة التي تحكم أعماله وأسلوبه في الحياة. أما إذا ظهر العكس ـ غيرة مُرّة وتحزب، والتي ينبع منها كل الشرور المرتبطة باللسان ـ فمثل هذا الإنسان يفتخر ويكذب على الحق (الآيتان 13، 14).

وما هو هذا الحق، الذي كثيرًا ما نقع في الكذب عليه؟ إن كل ظهور للجسد، سواء باللسان، أو بطريقة أخرى، هو إنكار فعلي لحقيقة أن «الخطية في الجسد» قد دينت في صليب المسيح. فأيهما هو الحق: صليب المسيح، أم الغيرة المُرَّة واللسان المُشتعل بالنار؟ لا يمكن أن يكون كلاهما هو الحق. فصليب المسيح هو الحق، والشر الذي صدر مني هو الكذب على الحق.

ومن الكذب أيضًا على الحق أن نقول إننا مولودون من الله، وأنه يرانا الآن متحدين بتلك الطبيعة الجديدة التي لنا كمولودين منه، وأنه ليست لنا أية علاقة بالطبيعة العتيقة التي أخذناها عن آدم بالتسلسل الطبيعي منه.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net