الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 يوليو 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحب الصادق
وجاء أيضًا نيقوديموس ... وهو حاملٌ مزيج مُرٍّ وعودٍ نحو مئة منًا. فأخذا جسد يسوع، ولفَّاه بأكفان مع الأطياب ( يو 19: 39 ، 40)
يوسف ونيقوديموس .. أخويَّ الحبيبان:

ألا أخبرتماني بشيء مما اعتمل في نفسيكما وأنتما تُنزلان الجسد الكريم؟ .. ألا أخبرتماني بأي حنو وإجلال وتقديس أمسكتما بالجسد القدوس؟ أخبراني هل كفَّنتموه راكعين، أم واقفين؟ أخبراني شيئًا عن دموعكما وهي تهطل في صمت مهيب تغسل جراح الحبيب! .. أخبراني أين قبَّلتموه، هل فقط في مكان الجِراح، أم في كل مكان؟! .. بماذا شعرتما، وأية قشعريرة ملأت جسديكما، وأنتما تفكران في أنكما تلمسان جسدًا هو الفريد والوحيد في كل تاريخ البشر؟ جسد ليس من زرع بشر، ولم تسكنه الخطية! جسد هيأه الله قبل مولده في بطن عذراء! وفيه حلّ كل ملء اللاهوت؟! جسد جاءت عنه النبوات كيف يتكوَّن قبل مولده وكيف لا يفسد بعد موته!

أخبراني أي حبٍّ اندفق، وأي دمع انهمر، عندما أمسكتما بالجسد الساخن الخارج لتوه من نار التنور الإلهي، وأنتما تتأملان كيف كانت على هذا الجسد الكريم منذ لحظات جميع خطاياكم؟ .. أخبراني كيف نشرتما الأطياب على جسد حبيبي؟ ماذا فعلتما بمكان الأشواك عندما لففتما الرأس بالمنديل؟ وكيف تعاملتما مع الثقوب في اليدين والرجلين؟ هل تركتموها مفتوحة، أم ملأتموها بالمُرّ والعُود؟

حدِّثاني كثيرًا عن ما جال بخاطريكما من أفكار، وما فاض في قلبيكما من مشاعر، عندما اقتربتما من جنبه المطعون، عندما رأيتما الباب مفتوحًا أمامكما لتلقيا نظرة على قلبه؟ يا لها من لحظة لم تُتَح لغيركما! هل قاومتما الرغبة في أن يمدّ أحدكما أو كلاكما يده لكي يتحسس بأنامله القلب الذي ذاب من الحب وهو على الأرض، وذاب تحت غضب الله وهو بين السماء والأرض؟ .. وماذا فعلتما بمكان الطعنة الغائر، هل ملأتموه بالكفن، أم بالأطياب؟

آه يا أخواي العزيزان .. لقد وصلتما لقمة الوجود قبل أن تنتهي حياتكما على الأرض! فأخبراني كيف استطعتما الاستمرار على الأرض لحظة بعدما عشتما هذه اللحظات؟

سيدي الحبيب: كم تدنست أيادينا بفعل الشر قبل أن تشترينا؟! واليوم بعد أن اشتريتنا، وبغسل دمك طهرتنا، بعد أن أزلت عنا قُبحنا وبجمالك جمَّلتنا، ألا تُكرِّس أيادينا لخدمتك؟!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net