الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 11 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
القاتل يتكلم بدعواه
القاتل ضارب نفسٍ سهوًا ... فيهرب إلى واحدة من هذه المدن، ويقف في مدخل باب المدينة ويتكلم بدعواه في آذان شيوخ تلك المدينة ( يش 20: 3 ، 4)
بعد أن يصل القاتل، ضارب نفسٍ سهوًا، لمدينة الملجأ، ويقف عند الباب أمام شيوخ تلك المدينة، عليه فورًا أن يتكلم. لكن ماذا يقول؟ .. ليس مطلوبًا منه أن يُعدِّد مزاياه وصفاته وأعماله الصالحة، أو أنه ينتمي إلى السُلالة الكهنوتية، أو أنه من سبط يهوذا الملكي، وبناء عليه مطلوب من الشيوخ أن يفتحوا الباب على مصراعيه ليدخل المدينة اعتمادًا على ما سبق وتكلم به من مزايا شخصية وعائلية، لا ليس هذا مطلوبًا ولا يُجدي نفعًا على الإطلاق. إن كل هذا، أو واحدة منها، قد تكفي لفتح أبواب كثيرة في مصالح بشرية أرضية، لكن باب مدينة الملجأ هو الباب الوحيد الذي لا يُفتح إلا أمام الشخص الذي يتكلم بدعواه، أي يعترف بحقيقته تمامًا وبكل ما اقترفت يداه، يعترف بخطئه، بل بأنه خاطئ.

لقد ضرب لنا الرب مثلاً يوضح لنا ما سبق. اثنان صعدا إلى الهيكل ليصليا، أي لكي يتكلما أمام الرب ( لو 18: 9 - 14)، الأول، الفريسي، اعتمد على مزايا وصفات رآها في نفسه، واعتقد أنها لا توجد في أحد سواه. إنه أمام الناس ليس مثلهم، إذ لم يخطف ما لغيره ولم يظلم أحدًا، ولم يزنِ، وأمام الله يصوم أيامًا أكثر من التي أوصى بها الناموس، ويعطي العشور على كل مقتنياته، وها هو يصلي. لقد ظن أن باب السماء لن يُفتح إلا لأمثاله، لكنه خرج كما دخل. لكن الشخص الثاني، العشار، عندما أراد أن يتكلم لم يجد في نفسه صفة حسنة تستحق أن يشير إليها. والشيء الرائع في هذا العشار أن حالته الشريرة لم تمنعه من أن يتكلم، بل أشار إلى نفسه إجمالاً: «أنا الخاطئ». وهذا ما يريد الرب أن يسمعه من الإنسان.

صديقي: إن حقيقة كلٍّ منا يقررها الله في الكتاب المقدس. وليكن الله صادقًا وكل إنسان كاذبًا ـ أن البشرية جمعاء ليس فيها مَن يفعل صلاحًا، ليس ولا واحد. الجميع زاغوا وفسدوا معًا. من أسفل القدم إلى الرأس جُرحٌ وأحباطٌ وضربة طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليَّن بالزيت ( رو 3: 10 - 18؛ إش1: 6). ولكن كل مَن يأتي إلى الرب يسوع (الملجأ الوحيد)، معترفًا بخطاياه، مًحتميًا في دمه المسفوك لأجله، سيُفتح له الباب، ويُحسب له كل ما فعله أنه كان سهوًا.

معين بشير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net