الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا الإسخريوطي ومحبة المال
كان سارقًا، وكان الصندوق عنده، وكان يحمل ما يُلقى فيه ( يو 12: 6 )
«يهوذا الإسخريوطي» .. كان واحدًا من المبشِّرين العظماء! .. كان صانعًا للمعجزات! إذ كان يشفي المرضى ويُخرج الشياطين! .. كان الصديق العزيز، أليف المسيح وعديله ( مز 55: 13 )! كان واحدًا من المعدودين اثني عشر رجلاً، هم أشهر خدام المسيح على مَدار ألفي عام! .. كان صاحب صوت العقل الرزين الذي يجيد تثمين الأشياء! .. كان ـ كما يبدو ـ صاحب القلب العطوف المهموم ببؤس الفقراء! كان رجل القُبلات! .. كان القائد الموثوق فيه من الجميع من جهة حُسن التدبير وإدارة الأموال! .. كان دائمًا مع السيد، بل كان مجلسه على المائدة أقرب الكل إلى رب المجد والجلال! .. لم يقصِّر مرة في حضور اجتماع، إذ كان يعرف جيدًا موضع الاجتماع! .. كان يجيد التحدث بلغة المؤمنين العُقلاء! .. كان شجاعًا إذ اعترف بجريمته وشهد ببراءة المسيح!

هذا هو يهوذا كما ترسمه بعض أقوال الكتاب. لم يكن زانيًا ولا مستبيحًا كعيسو، لم يكن مجدفًا ومفتريًا كشاول الطرسوسي، لم ينحنِ لوثن كما فعل سليمان، وأهم الكل أنه لم يكن ذا ضمير ميت كآخاب الذي نزل ليستمتع بكرم نابوت بعدما أسلمه ليد إيزابل لتقتله! كلا البتة، بل كان ذا ضمير حساس، جعله ينتحر من شدة الندم على نتائج فِعلته.

إن كل مشكلة يهوذا كانت تكمن في محبة المال! ودعني أسألك عزيزي القارئ بعض الأسئلة بخصوص هذه الخطية التي قال عنها الكتاب إنها أصل لكل الشرور.

ألا ترى معي أن الكذب في بعض الأوراق الرسمية لتوفير بعض المال، أو لزيادة ما نحصِّله من مال، لكي لا ندفع جمارك أو ضرائب، أو لكي نحصل على مبلغ أكبر في تأمين أو معاش، هو عين خطية محبة المال؟

ألا ترى معي أن الكثير من الخلافات بين المدعوّين مؤمنين على حقوق مادية، هو في كثير من الأحيان يرجع إلى محبة المال؟

ألا ترى معي أن عدم اشتراكنا في احتياجات القديسين، بينما نحن نملك ما يفيض عنا، هو حب للمال؟ ألا ترى معي أن الخدمة بغرض جمع المال هي نفس خطية يهوذا: محبة المال؟

أحبائي .. إن أحببنا المال، فنحن نقف بجوار يهوذا في صف مَنْ قتلوا المسيح، لا في صف مَن كرَّموه! أخشى أن نكون يهوذا دون أن ندري؟!

ماهر صموئيل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net