الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نابال وأبيجايل
وكانت المرأة جيدة الفهم وجميلة الصورة. وأما الرجل فكان قاسيًا ورديء الأعمال ( 1صم 25: 3 )
اختار الرب الرجل (داود) الذي «حسب قلبه»، وأخذه من حظائر الغنم «من خلف المرضعات أتى به ليرعى يعقوب شعبه..» ( مز 78: 71 ). يبدو هذا الشخص أمامنا هنا رمزًا جميلاً للشخص المبارك الذي جال في برية هذا العالم مُحاطًا بظروف أكثر هولاً وأشد إيلامًا.

هذا هو مركز داود هنا عندما يقول للغلمان: «ادخلوا إلى نابال واسألوا باسمي عن سلامته..» ( 1صم 25: 6 ). ولكن كان جواب نابال على رسالة السلام التي أرسلها داود: «مَنْ هو ابن يسى؟ قد كثر اليوم العبيد ... أَ آخذ خبزي ومائي وذبيحي الذي ذبحت لجازيّ وأعطيه لقوم لا أعلم من أين هم؟» ( 1صم 25: 10 - 12). لقد اعتبر نابال مطالب الملك الممسوح من الله لا شيء بالمقابلة مع أشيائه، لأن الذات كانت الغرض الوحيد أمام عينيه. هذا هو عين الجواب الذي به يقابل الناس رسالة السلام والنعمة الآتية من الله. هذه هي طرق الله، وتلك هي طرق الإنسان، وما أبعد الفرق!

أيها القارئ العزيز: هل أنت تقابل رسالة الله بمثل ما قابلها نابال؟ هل أنت مُكتفِ بأشياء هذا العالم؟ هل تدعوها أشياءك؟ لقد كان نابال متشبعًا بأمور هذه الحياة، لذلك لم يفتح أُذنه لصوت الله «وبعد ذلك بعشرة أيام ضرب الرب نابال فمات».

ولكن هناك وجه آخر مُنير يلذ لقلوبنا أن نتأمل فيه.

سمعت أبيجايل زوجة نابال عن رسالة داود لزوجها، ومن ذلك الوقت صار داود هو الغرض الوحيد أمام عينيها، إذ دخلت في مقاصد الله بخصوصه. صحيح أنه مرفوض ومُطارد في البرية ولكن لا يهمها مركزه الوضيع في أعين الناس، لأنها كانت ترى فيه مسيح الله المختار منه للمُلك، لذلك قالت في نفسها: الملك الممسوح من الله غريب طريد في البرية، وقد رفض زوجي أن يقدِّم له ما يحتاج إليه من وسائل الإنعاش، فلأذهبن أنا وأقدمها إليه، فعملت بذلك مثل مريم التي سكبت الطيب الكثير الثمن على الرب. هكذا أسرعت أبيجايل وأخذت مائتي رغيف خبز وزقي خمر وخمسة خرفان مهيأة وخمس كيلات فريك ..، وذهبت لمقابلة داود دون أن يعلم نابال من أمرها شيئًا، لأنها نظير بولس لم تَستَشِر لحمًا ولا دمًا. ولماذا تستشير وقد رفض زوجها الرسالة، فكيف يزوّدها بنُصح أو مساعدة؟ يا لها من صورة مباركة .. أبيجايل تفكر كما يفكر الله، وتعطي داود مكانه الحقيقي وتعترف به حسب مقاصد الله.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net