الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المعلم الصالح
وإذا واحدٌ تقدم وقال له: أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟ فقال له: لماذا تدعوني صالحًا؟ ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله ( مت 19: 16 ، 17)
هذه الآية التي يستخدمها شهود يهوه للطعن في لاهوت المسيح، لا أرى فيها إلا تأكيدًا على لاهوته. لقد استنتج شهود الزور من هذه الآية أن المسيح ليس هو الله. ولكن أنا لا أرى فيها قط مساسًا بلاهوت المسيح. فالمسيح لم يَقُل لذلك الرجل: ”لا تَدْعُني صالحًا، لأن ليس أحد صالحًا إلا الله“ بل قال له: «لماذا تدعوني صالحًا؟“ وفارق كبير بين القولين. إن هذا الشاب سأل الرب عن الصلاح المطلوب منه عمله، فرَّد عليه بما معناه: لماذا تدعوني صالحًا؟ هل تظن أن الصلاح موجود في أي واحد من البشر؟ ومن القصة نفهم أن هذا ما كان يظنه ذلك الشاب فعلاً، لأنه سأل الرب، باعتباره معلمًا صالحًا، عن نوع الصلاح المطلوب منه هو أن يعمله.

إذًا، هذا الرجل لم يعرف أنه لا يوجد إنسان صالح. وهذا هو سبب قول المسيح له: «لماذا تدعوني صالحًا؟» وكأنه يقول له: ”هل أنت عرفت أني أنا الله، أم أني في نظرك مجرد إنسان؟ إن كنت في نظرك مجرد إنسان، فلا يمكن قط أن أكون صالحًا، وإن كنت حقًا صالحًا، فلا يمكن أن أكون مجرد إنسان“. لكن اتضح بالفعل أن ذلك الشاب لم يكن يعرف المسيح إذ في عبارته التالية للمسيح ألغى منها كلمة ”الصالح“ وقال له: «يا معلم» (وليس أيها المعلم الصالح) «هذه كلها حفظتها منذ حداثتي» ( مر 10: 12 ).

إذًا المشكلة هي عند ذلك الشاب، الذي لم يعرف المسيح ولا عرف نفسه. فهو لم يعرف أن لا صلاح يسكن فيه، كما لم يعرف أن المسيح هو الله الذي ظهر في الجسد.

فهل المسيح صالح؟ نعم، أ لم يَقُل هو: «أنا هو الراعي الصالح» ( يو 10: 11 )؟! إذًا هو قال عن نفسه «الراعي الصالح»، وهو قال: «ليس أحدٌ صالحًا إلا واحدٌ وهو الله». إذًا فمن كلامه هو، ومن الآية موضوع تأملنا، نفهم أن المسيح هو الله. فالرب في رَّده على ذلك الشاب الغني، لم يُنكر اللاهوت عن نفسه، بل أنكر الصلاح في البشر. فكأن المسيح يقول لذلك الشاب في يومه ولنا أيضًا: ”لا تتوقع أي صلاح في البشر أيها الساعي لنوال الحياة الأبدية بأعمالك، لأنه لا يوجد لدى البشر صلاح“ ( رو 3: 12 )، أما يسوع فهو بكل يقين صالح. وهذا استنتاج منطقي وبرهان أكيد في الوقت نفسه على أن المسيح هو الله.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net