الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 6 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الحياة الناموسية والعيشة الرخوية
الذي بذل نفسه لأجل خطايانا، لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا ( غل 1: 4 )
يدفعني شعوري نحو القرّاء الأعزاء، إلى تقديم كلمة مختصرة للتحذير من شرين متناقضين نراهما بوضوح في عصرنا الحاضر، وهما: التمسك الناموسي، والتهاون في اتباع كلمة الله.

فتمسك النفوس بالحالة الناموسية ينزع السلام من القلب ويضيّع معنى الحرية، في حين أن المؤمن قد أصبح بارًا وكاملاً، ومقبولاً قبولاً أبديًا في المسيح، وهذه الحقائق متى تسلطت على القلب لا بد وأن تخلِّصه بقوة الروح القدس من كل تأثير ناموسي.

يحدث أحيانًا أن أشخاصًا بمجرد ما يخلصون من نير العيشة الناموسية، يركضون إلى حالة أخرى هي الحالة الرخوية، وهذا ناشئ عن قبول تعاليم النعمة قبولاً عقليًا بدلاً من تركها لتعمل في النفس بقوة روح الله لتقمع الجسد في حضرة الله. وحالات كهذه لا بد أن تُفسح المجال لأمور عالمية بأنواع مختلفة، وتترك الطبيعة لتعمل بدون خُزامة الكلمة الإلهية، عندئذٍ تكون الحاجة إلى ضمير حي في تفاصيل الأمور اليومية والأعمال الزمنية.

فيجدر بنا أن تكون لنا الرغبة في أن ندرِّب نفوسنا في حضرة الله. وكم يعوزنا أن نعيش عيشة الجِّد والانتباه والِصدق في طريقنا، لأننا قد وصلنا إلى حالة خطيرة في عصرنا هذا، وأصبحنا في حالة تتطلب التكريس التام للمسيح والتقديس العميق في حياتنا له، ومُراعاة حياة البر العملية، ويسهل علينا هذا متى تذكَّرنا دائمًا أن النعمة التي خلَّصتنا مجانًا هي بنفسها الحِمى الوحيد ضد الحياة الرخوية، والوقاية الكافية من شرورها ونتائجها. لأنه ما الفائدة أو أية نتيجة من أن يخلص شخص من العيشة الناموسية، ثم يعيش رخويًا ـ بدون اتباع الحق مُهملاً ما تتطلبه الحياة الجديدة؟!

فحاجتنا إلى التأمل بأكثر لمعان وانتباه في موت المسيح. فالصليب بوِجهته المزدوجة يخلِّص من كليهما: من الرخاوة والروح الناموسية. فالمسيح «بذل نفسه لأجل خطايانا لينقذنا من العالم الحاضر الشرير حسب إرادة الله وأبينا» ( غل 1: 4 ). والمؤمن قد خلص تمامًا من هذا العالم الحاضر الشرير بنفس الطريقة التي بها غُفرت خطاياه، فلم يخلص لكي يتمتع بهذا العالم، بل لكي يجعل لنفسه حدًا فاصلاً عنه، ويصفي حسابه معه، «لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا ...». وليس هناك ما هو أكثر خطورة من اختلاط الحقائق الخاصة بأمور هذا العالم، وتأثيرها السيء على المؤمن.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net