الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 9 أغسطس 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشيء الواحد للعين البسيطة
لكني أفعل شيئًا واحدًا ( في 3: 13 )فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نَيِّرًا ( مت 6: 22 )
يجب أن يكون للقلب غرض، ونحن لا نستطيع أن نعيش بدونه. وفي هذا العالم يوجد هدفان فقط هما: المسيح أو الذات. وجميع أفكارنا وكلماتنا وطرقنا وخطواتنا تتشعب وتتركز وتدور حول واحد من هذين الهدفين. فأيهما إذًا؟

ولتكميل الصفات المسيحية يجب أن يكون المسيح هو الغرض الواحد أمام قلوبنا. وفي الأصحاح الثالث من رسالة فيلبي، يُقدَّم لنا المسيح بطريقة تتفق تمامًا مع علاقتنا الجديدة والسماوية. فمنذ اللحظة التي تكلم فيها المسيح من المجد مع شاول الطرسوسي، كان لبولس غرض واحد فقط، وكان راضيًا كل الرضى بأن يترك كل شيء آخر. نعم، فالتدريبات الدينية والبر الناموسي والمواهب الطبيعية وامتيازات المولد، وكل شيء لا يتفق مع ذلك الغرض المجيد، الشخص السماوي، الذي تكلم معه بالنعمة، جميعها قد حُسبت نفاية.

إن المسيح الممجد عن يمين الله هو الغرض الأسمى والرجاء الثمين للكنيسة كجماعة، كما هو غرض ورجاء المؤمنين أفرادًا. وبولس الذي كان خادمًا مُخلِصًا للرب يسوع المسيح، لم يهتم بصعوبة الطريق، ولا بقساوة الآلام التي عن طريقها يصل إلى غرضه، فهو يقول: «لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات» ( في 3: 11 ). فهو بأية وسيلة لن يهدأ حتى يبلغ إلى القيامة من الأموات (في المسيح) لأنه حينئذٍ تتحقق آماله.

إن اعتراف الكنيسة هو بالمسيح في مجده كابن الله الحي ( مت 16: 16 )، وشخصه له المجد هو غرض ورجاء جميع الذين اتحدوا به بالروح القدس. وبناءً على ذلك، فالمجد والنعمة استحوذا على نفس الرسول حتى أن امتداده إلى ما هو قدام ليربح المسيح ويوجد فيه، لم يكن مجرد حنين وقتي عابر، بل كان هو الشيء الواحد الذي فعله. لقد كانت عينه بسيطة فكان جسده كله نيِّرًا، وله الحياة هي المسيح. يا لها من بركة نحصل عليها عند التخلص من كل الأغراض والمؤثرات الكثيرة التي للإنسان الطبيعي، وعندما تكون لنا على الدوام أن نعرف مسيح الله الممجد، وأن نعرفه عن هذا الطريق المبارك!

ليت عواطف قلوبنا تتصل بشخصه المبارك في السماء بقوة الروح القدس الذي يربطنا بالمسيح، والذي يقودنا إلى الشركة والانسجام العملي مع ابن الله المبارك هناك في الأعالي حيث سنكون معه إلى الأبد!

ج.ف. ويجرام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net