الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فيلبس والخصي الحبشي
ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع ( أع 8: 35 )
في أثناء النهضة الروحية العظيمة في السامرة، وجَّه ملاك الرب فيلبس إلى حقل جديد للعمل. كان عليه أن يترك المكان الذي تباركت فيه أعداد كبيرة، وأن يخدم رجلاً واحدًا. الملاك يمكن أن يوجّه فيلبس للخدمة، ولكن لا يستطيع أن يقوم بعمل فيلبس في الخدمة والتبشير بالإنجيل. فهذا الامتياز أُعطيَ للناس لا للملائكة.

وفي طاعة، وبلا تردد أو مناقشة أو اعتراض، ذهب فيلبس إلى إحدى الطرق التي تؤدي إلى غزة التي هي برية. لقد ترك مكانًا عامرًا بالسكان وفيه خصوبة روحية إلى منطقة جدباء.

ويا له من أمر عجيب! كان الخصي يقرأ إشعياء53 بوصفه الرائع لآلام المسيا! كانت هذه الفقرة من إشعياء تصوِّر شخصًا وديعًا صامتًا مُستسلمًا في أيدي أعدائه، فأسرعوا بقتله محرومًا من أية محاكمة عادلة.

سأل الخصي فيلبس في تعجب: هل كان إشعياء يتكلم عن نفسه أو عن شخص آخر. وبالطبع أعطى هذا فيلبس الفرصة التي كان يتمناها ليقول له كيف أن هذه الآيات قد تمت بالتمام في حياة يسوع الناصري وموته. وبلا شك كان الخصي الحبشي قد سمع، عندما كان في أورشليم، أخبارًا عن رجل اسمه يسوع. والآن، وبعد كلام فيلبس، علم الخصي أن يسوع الناصري هو ذلك الشخص الذي تألم كثيرًا لأجل خلاص البشر، والذي كتب عنه إشعياء بوصفه عبد يهوه المتألم.

وفي الأرجح أن فيلبس شرح للخصي الحبشي امتياز المعمودية المسيحية، وأنها تجعل الإنسان يتحد بالمسيح في موته ودفنه وقيامته. فعندما اقتربا من ماء، أبدَى الخصي رغبته أن يعتمد ( أع 8: 36 ). وحالما انتهت المعمودية خطف روح الرب فيلبس. يوحي لنا هذا الحَدَث أنه انتقال معجزي ومفاجئ، كان الغرض منه أن لا ينشغل الخصي بالأداة البشرية التي هَدَته إلى المسيح، بل ينشغل بالرب نفسه. وبعد ذلك ذهب الخصي في طريقه فَرِحًا. فهناك فرَحًا يأتي من طاعة الرب يفوق كل الأحاسيس السارة الأخرى.

وماذا عن الخصي؟ لم تكن هناك فرصة لِما نسميه ”خدمة المُتابعة“ بواسطة فيلبس. كل الذي استطاع فيلبس أن يعمله، هو أن يسلِّمه لله ولأسفار العهد القديم (لم يكن العهد الجديد قد كُتِب). إلا أنه بقوة الروح القدس عاد هذا التلميذ الجديد إلى الحبشة ليشهد هناك للجميع بنعمة الرب يسوع المسيح المخلِّصة.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net