الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 20 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاستعداد قبل التجربة
وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت: اضطجع معي. فأبى ( تك 39: 7 ، 8)
يخطئ مَن يظن أن النُصرة والنجاح يأتيان فجأةً، إنه ليس أن نعيش كما يحلو لنا، ثم عند وقت التجربة نصرخ إلى الرب ونحن تحت ضغط نفسي وعصبي شديد لعله ينقذنا، والمؤسف أننا كثيرًا ما يكون هذا مسلكنا، والنتيجة أننا قليلاً ما نختبر النُصرة. لكن يوسف يبدو أمامنا هادئًا وواثقًا، الأمر الذي يؤكد، أنه إن كانت المرأة الفاجرة قد سبقت هذا الموقف باستعداد مؤكد، هو تركها للأهواء وللأفكار النجسة تسيطر عليها بلا رادع، وبلا عقل يحسب النتائج، وما أخطر أحلام اليقظة والهوى! نقول إن كانت المرأة استعدت لسقطتها، فإن يوسف كان مستعدًا للنصرة بالشركة القوية مع الرب.

أحبائي .. إن امتحان عمق شركتنا مع الرب قد لا تكشفه خدماتنا، وعبادتنا، ونشاطاتنا، لكن تكشفه بكل تأكيد التجارب التي تأتينا، وفي توقيت غير متوقع! إننا نُكشف على حقيقتنا، وعندئذٍ يظهر عمق علاقتنا بالرب حقيقة. لقد نجا يوسف لأنه كان مستعدًا قبل التجربة، وليس لأنه استعد عندما أتت. قال أحد رجال الله مُعلقًا على هذه الحادثة: ”لقد ترك يوسف ثوبه في يدها ... ولكن أين كان هو؟ لقد كان «في يده» «جميع قديسيه في يدك» ( تث 33: 3 )“. ليتنا نوقن أن هذا هو حصن أماننا: أن نسكن في ستر العلي، ونبيت في ظل القدير ( مز 91: 1 ).

إن طريق النصرة واضح ومضمون ومؤكد لمَن اعتاد حياة التقوى ومخافة الرب. إن اعتبار الله ومهَابته، توقيره وإكرامه في حياة يوسف، هو ما حفظه طاهرًا رغم وجوده في أشر مكان، وهذا يثبت خطأ إدعاء الكثيرين بأنهم لا يستطيعون الحياة بالتقوى والأمانة للرب لسبب شر الأماكن التي يسكنون فيها أو يعملون بها. ففي أقدس الأماكن يمكن للشرير أن يمارس شره (انظر مثلاً أولاد عالي الكاهن في خيمة الاجتماع ـ 1صم2)، وفي أشر الأماكن يمكن للقديس أن يعيش منتصرًا (مثل يوسف، ودانيال).

لقد جاءت التجربة إلى يوسف ولم يسعَ هو إليها، جاءته ولا أحد من الناس يرى أو يعرف. فلا أهل، ولا السيد، ولا أحد من العبيد هناك، فما الذي يمنعك يا يوسف؟ الإجابة الوحيدة: مخافة الرب، إنه يراني! ليتنا اليوم كله نكون في مخافة الرب ( أم 23: 17 ). وإن مَن تعلَّم أن يقول لنفسه لا أمام رغباته المشروعة لعدم توافرها، سيسهل عليه أن يقول لا أمام رغباته غير المشروعة رغم توافرها.

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net