الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 سبتمبر 2010 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خدمة الشيطان والصليب
فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضًا كذلك فيهما، لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس ( عب 2: 14 )
لا شك أن مجيء ربنا يسوع إلى الأرض كان يمثل رُعبًا وقلقًا للشيطان، لأنه طوال حياته على الأرض كان ينقض أعمال إبليس ( 1يو 3: 8 ). فكان شوق الشيطان «متى يموت ويبيد اسمه؟» ( مز 41: 5 ). لذلك نرى محاولات قتل ربنا كثيرة جدًا، ولكن لم يستطع الشيطان أن يفعل شيئًا «لأن ساعته (المسيح) لم تكن قد جاءت بعد» ( يو 7: 30 ). إلى أن جاءت ساعته، وحينئذٍ سمح الله للشيطان بالعمل. فنراه يعمل بكل ما له من قوة ومكر؛ فدخل في يهوذا وجعله يتفق مع رؤساء الكهنة وقواد الجُند، ونرى لأول مرة تحالف بيلاطس مع هيرودس، واتفاق اليهود مع الرومان على قتل المسيح ملك اليهود! وإمعانًا في احتقار المسيح، اختار الشيطان الصليب كوسيلة لقتله. ومع الفوضى التي ظهرت في المُحاكمات والصليب، قد نتصوَّر أن الله ترك الشيطان يفعل ما يشاء، ولكن الله كان مسيطرًا تمامًا على الأحداث، فترك الشيطان يُفرِّغ كل ما في جُعبته، طالما سيؤول هذا في النهاية لتنفيذ مشيئته وإتمام النبوات. ولكن الله لن يسمح لكائنٍ مَن كان أن يقف ضد مشيئته، فعندما أراد الأشرار إزالة العنوان المكتوب فوق الصليب: «هذا هو يسوع ملك اليهود» ( مت 27: 37 )، تدخَّل الله مستخدمًا بيلاطس حتى يتمم مقاصده. كما نراه أيضًا يستخدم يوسف الرامي لكي يُبطل إرادتهم الفاسدة بدفن المسيح مع الأشرار. وهكذا نرى أنه عندما يستخدم الله الشيطان، فهو يضع له حدودًا لا يتعدّاها.

وإذ كان هدف الشيطان أن يبيد اسم المسيح بالموت، نرى النتيجة عكس ذلك تمامًا، إذ نجد أن المسيح هو الذي «يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس» ( عب 2: 14 ). أما عن المسيح «فتطول أيامه» ( إش 53: 10 ). بل أتى الصليب بنسل كثير. ويقينًا ما فعله الشيطان في الصليب كان بسبب جهله بمحبة الله، فلم يكن يخطر على باله مُطلقًا، أن يكون لإله عظيم بهذا المقدار الاستعداد أن يموت بدلاً من العبيد!

وهكذا نرى الشيطان، مع كل ما له من مكرٍ ودهاء، يُفسد بالصليب كل ما عمله هو مع آدم، فالصليب يزيل كل نتائج دخول الخطية، أما نتائج عمل الصليب فلا يمكن أبدًا أن تُزال، بل سيظل تأثيرها إلى أبد الآبدين، شاهدة على قصور الشيطان وعجزه عندما يتقابل مع حكمة الله وقدرته.

يوسف عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net