الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 17 يناير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إنه مُرسِل
طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله... أنا أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا فيه. آخرون تعبوا وأنتم قد دخلتم على تعبهم ( يو 4: 34 ، 38)
من الجميل أن نلاحظ أن إنجيل يوحنا لا يحدِّثنا فقط عن المسيح المُرسَل من الآب، بل أيضًا عن المسيح المُرسِل لتلاميذه ( يو 4: 34 ، 38).

وفي عبارة «أنا أرسلتكم» نفهم أن التلاميذ لم يذهبوا إلا لأنه أرسلهم. ونحن لا ينبغي أن نذهب لأننا استحسنا ذلك، أو لأن هيئة مستعدة أن ترسلنا، بل نذهب لأن المسيح يرسلنا. وبعد ذلك، في ختام حياته فوق الأرض، وفي تتابع لافت، كرر هذا الأمر مرتين على مسامع تلاميذه، مرة قُبيل الصليب، والثانية في عشية يوم القيامة. المرة الأولى وهو يتكلم إلى الآب عن تلاميذه قال: «كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم أنا إلى العالم» ( يو 17: 18 )، والمرة الثانية وهو يتكلم مع تلاميذه عن الآب قال: «كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا» ( يو 20: 21 ). ولم يفصل بين هذين القولين سوى موته وقيامته. أَ ليس هذا معناه أنه مات لكي يخلِّصنا، وأنه خلَّصنا لكي يُرسلنا؟ (قارن إشعياء6: 5ـ 9).

كان المسيح يريد من تلاميذه أن يمثِّلوه في العالم. هذا معنى قوله: «كما أرسلني الآب (وهو أعلنه تمامًا للناس ـ انظر يو14: 9؛ 17: 6) أُرسلكم أنا». ولكي يفعل ذلك أعطانا ذات نوع حياته. فعندما ظهر لتلاميذه في عشية يوم القيامة، قال لهم: «كما أرسلني الآب أُرسلكم أنا»، ثم نفخ وقال لهم: «اقبلوا الروح القدس». ليس أنه هنا أعطاهم أقنوم الروح القدس، فهم لم يحصلوا على ذلك الأقنوم إلا بعد صعود المسيح إلى السماء ( يو 4: 35 ؛ 16: 7؛ أع1: 8). لكن العبارة هنا بحسب الأصل هي: ”اقبلوا روحًا قدسًا“ (انظر الكتاب المشوهد). والمقصود الحياة الإلهية الروحية التي منحها المسيح المُقام لتلاميذه، ذات حياته هو (انظر 1كو15: 45). إن حياة المسيح المُقام من الأموات صارت لنا، وبذلك أمكننا، ونحن نمتلك ذات نوعية حياته، أن نمثله تمثيلاً كاملاً على الأرض. ونحن فقط إذا ذهبنا بروح المسيح، فإنه يمكننا في هذه الحالة أن نفيض بالبركة على النفوس الظامئة، كتلك المرأة السامرية (يو4). فلقد قال المسيح: «مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي». ولكوننا نمثل المسيح في هذا العالم، فلقد طلب المسيح من تلاميذه أن يشاركوه نظرته إلى الحصاد. وما زالت كلمات المسيح ترِّن في آذان قديسيه الأتقياء: «ارفعوا أعينكم وانظروا الحقول إنها قد ابيضَّت للحصاد» (يو4: 35).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net