الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 يناير 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كلُّه مشتهيات
حلقُهُ حلاوةٌ، وكلُّهُ مُشتهياتٌ ( نش 5: 16 )
إن حلاوة المسيح كائنة ـ كما تبدو لي أول كل شيء ـ في إنسانيته الكاملة. فهو واحد معنا في كل شيء ما عدا خطيتنا وخطايانا. لقد نما في القامة والنعمة، لقد تعب وبكى وصلى. لقد تجرَّب مثلنا في كل شيء ما عدا الخطية. ومع أننا نعترف به ربًا وإلهًا (كما اعترف توما)، ونعبده ونجلّه، ولكن أيها الأحباء لا يوجد شخص آخر تنعقد بيننا وبينه ألفة كالمسيح الذي صار قريبًا جدًا لقلوبنا البشرية. لا يوجد شخص في دائرة الكون كله غير المسيح نطمئن إليه. هو كامل الإنسانية اليوم كما كان منذ عشرين قرنًا خَلَت، لم يغيِّره القِدَم. إن يوحنا الذي رآه يُقيم الموتى ويُسكت الريح ويتكلم مع موسى وإيليا على الجبل، لم يخشَ أن يجعل من صدره وسادة له عند العشاء. وفي كل هذا نرى أن «كُلهُ مشتهيات»، فكماله لا يزال يلمع بنور فائق تكتحل به عين الإيمان. يقبل يسوع خطاة ويأكل معهم. خطاةً من كل صنف؛ نيقوديموس الخاطئ المتدين المؤدب، ومريم المجدلية التي أخرج منها سبعة شياطين. يأتي يسوع إلى النفوس الخاطئة فيُنظفها ويطهرها دون خوف من التلامس.

كان أيضًا كُلهُ مشتهيات في حنانه، فدائمًا كان «يتحنن». فالجموع التي لا راعي لها، وأرملة نايين الحزينة، وابنة الرئيس المائتة، ومجنون كورة الجدريين، والخمسة الآلاف الجياع، وكل مشهد مؤلم، كل ذلك كان يهز أعطاف قلبه الحنَّان. ولم يكن غضبه ضد الكتبة والفريسيين إلا زيادة في الحنان على الذين وقعوا تحت نير البر الذاتي.

لقد ظهرت نعمته أيضًا في شفقته. فلماذا لمس ذلك الأبرص المسكين؟ لقد كان في إمكانه أن يشفيه بكلمة، ولكن لمسة يسوع لذلك المطرود ـ الذي تجرَّد من كل حقوقه الإنسانية وأصبح مجرد الاقتراب منه نجاسة ـ أعادت إليه اعتباره في الحياة.

ولقد ظهرت حلاوته ونعمته في تواضعه ووداعته «أنا بينكم كالذي يخدم» و«ابتدأ يغسل أرجل تلاميذه» و«إذ شُتم لم يكن يشتم عوضًا» و«كنعجة صامتة أمام جازيها فلم يفتح فاه». وهل سمعنا أو قرأنا عن المسيح بأنه طلب حقًا له بين الناس؟ حقًا إن «حلقه حلاوة وكُلهُ مشتهيات».

ومُعلمٌ في ربوةٍ وفيهِ أعجبُ الصفاتْ
وحلقه حلاوةٌ وكلهُ مشتهياتْ

سكوفيلد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net