الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  السبت 1 أكتوبر 2011 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مقادس الله
فلما قصدت معرفة هذا، إذ هو تعبٌ في عينيَّ. حتى دخلت مقادس الله، وانتبهت إلى آخرتهم ( مز 73: 16 ، 17)
يمكننا أن نفهم «مقادس الله» في مزمور73: 17، بمعناها الأدبي الواسع وليس بمعناها الحرفي الضيِّق. في هذه الحالة لا تكون هي المقادس الحرفية في خيمة الاجتماع أو في الهيكل، ولا ما تُشير إليه من وجودنا في اجتماعات العبادة، فقد يكون المرء داخل المقادس الحرفية، ويُصاب هناك بالخَرَس لضعف الإيمان، كما حدث مثلاً مع زكريا أبي يوحنا المعمدان (لوقا1). واليوم ممكن للشخص أن يكون بجسده في الاجتماع، ولا يكون بقلبه في المقادس. ومن الجانب الآخر يمكن للمؤمن أن يمارس حياته العادية، ويكون مع ذلك عائشًا في جو المقادس.

إن المقادس بهذا المفهوم هي جو شركة المؤمن مع إلهه. وعليه فهي مكان التقاء القلب بالرب، وتلذذه به.

لقد كان إبراهيم حتمًا في المقادس ـ بمفهوم أدبي ـ عندما رفض عروض ملك سدوم. لقد عرف أنه أغنى من ملك سدوم بما لا يُقاس، فكيف يسمح له بأن يقول: «أنا أغنيت أبرام» ( تك 14: 23

وكان دانيال أيضًا في المقادس عندما أيقن أنه أعظم جدًا من ذلك الإمبراطور الشهواني الشرير الذي أتت نهايته، فقال له: «لتكن عطاياك لنفسك. وهَبْ هِباتك لغيري. لكني أقرأ الكتابة للملك وأُعرِّفه بالتفسير» ( دا 5: 17 ). ثم أخبره بقضاء الله عليه.

وكان بولس يعيش في المقادس عندما صلى إلى الله أن يكون الملك أغريباس وباقي الأمراء وعلية القوم نظيره هو، ما خلا القيود التي في يديه!

وهذا معناه أن المؤمن في المقادس لا يعوزه شيء، ويشعر بأنه أسعد من الملوك الزائفين الزائلين على الأرض. إننا هناك يمكننا أن نشبع بالرب، إذ ننظر إلى جماله ( مز 27: 4 ). قال المرنم:

ومعك سوف أُكمل مسيرتي في ذي الحياة
لن يُبهر بريقُها عينًا رأت نورَ الإله

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net